العلم متهم ،،، والخرافة الحكم
خديجة المعمرية
تتسارع وتيرة الحياة وتمضي سريعا يتبدل فيها الإنسان من حال إلى حال. وذلك مصداقا لقول الشاعر:
دع المقادير تجري في أعنتها…
ولا تبيتن إلا خالي البال…
ما بين غمضة عين وانتباهتها…
يغير الله من حال إلى حال…
في العلم والتطور العلمي قائم على التجربة فتنتج النتيجة وقتية أو باطلة أو أبدية.
من هنا بات العلم مبني على التجربة في كل الأزمان . وكما يقولون دائما التجربة خير برهان في تطور العلم التاريخي والحضاري والديني والعلمي والإقتصادي ذلك التطور المذهل أشبه بالطريق ذو الحدين المتناقضين.
خط يجري إلى الأمام لرفعة العالم والآخر إلى الخلف. من أبشع مظاهر التخلف في شعوبنا تفشي الخرافة وهي لا تقتصر على الجهلاء والمحرومين من العلم بل تعدتها للوصول إلى أصحاب الشهادات الكبرى وتهدف الخرافة إلى ترسيخ معاني معينة في ذهن المتلقي وهي تعني الإعتقاد القائم على تخيلات دون وجود سبب منطقي أو عقلي مبني على العلم والمعرفة.
فمن الخرافات السائدة في مجتمعاتنا بعض الشخصيات الخرافية مثل:
البعبع: وهو مخلوق غريب تخيف به الأمهات أطفالهم. وأم الدويس: هي خرافة عن أمرأة جميلة من الجن يشاع أنها تلاحق الرجال دون النساء وطائر البوم: يتشاءم العرب منه كما يتشاءمون من القطط السوداء وكذلك الحال بالنسبة لبعض الخرافات فمنها ما تتعلق بالزواج والإنجاب وتحديد جنس المولود وان أي بنت تنظر في المرآة يفوتها قطار الزواج.
كما أن تعليق حذاء الطفل على عتبت الباب يجلب السعادة إلى ساكنية، ولا يزال البعض يعتقد أن سقوط خاتم الزواج أثناء تلبيسه للعروس دليل على زواج فاشل.
لا تزال هناك نسبة كبيرة من الناس تستخدم البخور لتبخير الطفل الصغير لاعتقادهم أن ذلك يحمية من الحسد وغيرها من الخرافات التي لا حصر لها.
ولكن إذا كان العلم قد وصل إلى مصاف عالمية فلا شك أن الخرافة قد عاشت منذ القدم إلى يومنا هذا جنبا إلى جنب مع العلم ولا نستغرب ذلك إذ عاشت الخرافة في المدن والقرى في الدول النامية والمتقدمة على حد سواء.
فمن الخرافات المقتنع بها عند الغرب تشائمهم من الرقم ١٣ وذلك لزعمهم أن المسيح كان الرقم١٣ على طاولة العشاء الأخير، ناهيك عن أقتناع الكثير من الناس من عامة الشعب بالخرافة، ولكنها ليست حصرا لعامة الناس فمن سياسيين العالم ومثقفيه من يلجؤون إلى الخرافة لتحقيق الغلبة في الأحزاب ويعزوون الغلبة إلى الصدفه.
لكن لا أعتقد بأن هناك شيء يحدث مصادفة، ومن أشهر الكتب في التراث العربي الذي جمع بين دفتية الكثير من القصص الخرافية كتاب ألف ليلة وليلة. على الرغم من نشأة الخرافة جهلا إلا أنها تطورت بسبب التفنن في غياب الذهن والمنطق وقد أصبح الذهاب إلى الشيوخ وعمل الأسحار أو فك الطلاسم شيء عادي. ومن العرب من يأخذونها مهنة لكسب العيش وذلك من خلال التنويم المغناطيسي للمريض واستخدام طرق الإيحاء إلى العقل الباطن إما لجعل الأمور أفضل أو جعلها أسوأ. لهذا يعتبر العلم متهم… والخرافة الحكم!