جَامِلْ وقُلِ الحقيقةَ
خلفان بن ناصر بن سعيد الرواحي
جامِلْ وقل الحقيقة
قُلْ سلاماً.. قُلْ كلامْ
لا تخشى الحقيقة
كيف أسكت
وأنت تدري
ما بحالي
وكيف أصبر
وأبحث
عن خلاصي
فقد تعبتُ من تلك الحقيقةْ
ولست أعلمْ ما الحقيقةْ
…….
من قال إنَّ الصدق
في كل الأمورِ
هو النجاةَ
هوَ الطريقةْ
ومن قالَ
إنَّ الصدق في كل الأمورِ
هو الجمالَ
هو السعادةْ..
فيا سماءَ
الكونِ نادي..
وَيَا بحار الأرض
حركي الأمواج لطفاً
وقُلِ الحقيقةْ
يا نجوم الليل
إطفأي الأنوار..
وأغمضي عيوني
لأرتاح قليلاً..
فلعلي
وجدْتُ نفسي
بين أضلاع الزوايا..
بين أركانِ المحيط ..
عند شطآن أحلامي ..
فألتمسُ حينها معنى الحقيقةْ
………….
يا ضميري الحي
قُلْ لِي
كلامًا .. في كلام
لا تفتري الأقوال
لطفاً ..
هَبْ لي من الماءِ الزلال
هَبْ لي من العسلِ المصفى
شراباً..
وحلق بين غصون الورد
لتنعش أنفاسي وأحيا
وانثر على وجهي
من ترانيم الحقيقةْ
……..
آه يا نفسي
كيف أُجامِلْ
وما زلتُ أسأل عن سري
ولم يجبني ضميري
ولا خيالي ..
عن تلك الحقيقةْ
يا أيها الضمير
عُدْ بي للورى قليلاً
وهَبْ لي من السِّحرِ
الخيال..
وذكرني بميراث السنين
وضياع العمر
هدراً..
وما جنيت من تلك الطريقة
……………….
أنا لا أريدُ
العيشَ في أرضِ السرابِ
والوقائعِ
والصّدامْ..
أنا هنا وحدي
أعيش لحظتها ..
لا أُحبُّ المدح
لا أملك الِإقدامْ
حُلمي .. تملّكه الماضي
وتناثرت معه
أحلام الحقيقةْ
لقد كان حُلماً
وتلاشى..
كان طيراً.. يحلّق في المعالِ
وأصبحَ في ظني
اليومَ كأنهُ..
أملٌ .. يُغرّدُ في الوحلِ
منسي
وزهرٌ .. وعِقْدٌ من لآلٍ
مُنَمقْ
ونجمٌ إنطفأَ
بَرِيقَهْ
…………
يا أيها الحاذقُ
جامِلْ ..
وقلْ لِي ما الحقيقةْ
ولا تبخلْ فإنّي
قد وُلدْتُ وفي فؤادي
نبضُ الصدق منكم
فلن أُطيقَ العيشَ
في خَيَالٍ
مزيَّفْ ..
ونفسي لا تُطيقُ
العيشَ في ميراثٍ
مغلَّفْ ..
وجامِلْ وقُلِ الحقيقةْ