في يوم ما
بقلم / بدرية بنت حمد السيابية
في يوما من الأيامِ وفترةُ الصباحِ وفي الساعة العاشرة صباحاً بالتحديد، توجهت إلى أحد الدوائر الحكومية لمتابعة موضوع قد بات معهم لسنوات طويلة، وفي الحقيقة كنت مترددة للذهاب إليه ولكن أملي كان بالله كبيراً، ولو إني عارفة الرد المستفز والرد القاسي كل مرة وفي كل مراجعة لهم، ولكن هذه المرة أحسست بإحساس مريح يريح بالي ونفسي، توكلت على الله وصعدت سيارتي وانطلقت للجهة المعنية.
بعد نصف ساعة وصلت لوجهتي، وفي بالي أشياء كثيرة واسئلة سأطرحها للمدير، أو الموظف، أو الحارس، وكل من يصادفني في الدائرة، أصبحت هواجس تتراقص في مخيلتي واصبح اليأس يتسلل إليه رويدا رويدا، والكلمة التي كنت دائما اسمعها “لاجديد”_وصلت للمصعد الكهربائي، وسرحت قليلا في آلية المصعد كيف يعمل في الصعود والنزول فعلا يبذل جهداً جباراً، يحمل أشياء ثقيلة وأشياء خفيفة سواء من البشر أو بعض الأغراض الضرورية لصعودها لدور الأول أو الثاني، حقا شي عجيب.
تأخر علي المصعد للنزول، توجهت مسرعةً على درج طويل ومتعرج، انقطعت أنفاسي إلى أن وصلت لآخر درج أخذت نفس عميق إلى أن رجعت انفاسي لطبيعتها وكنت اضحك على حالي وما وصلت إليه وكأني خضعت حرب وانتصرت وابتساماتي علامة النصر، وصلت ولله الحمد بعد معاناة الدرج الطويل الي باب لونه بني مرسوم عليه أشكال مختلفه من الأشكال الهندسية وبدقة متميزة تعب النجار في رسمه فجذبني الرسم كثيراً، بعد برهة من الزمن، طرقت الباب ولم يستجب إليه أحدا طرقت مرة ثانية لا مجيب، طرقت المرة الثالثة هنا قلت في نفسي وصاني الرسول بطرق الباب ثلاث مرات.
إلى أن شاهدت أحد الموظفين مارا من أمامي استوقفته وسألته : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال :عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لو سمحت هل المدير موجود؟
قال الموظف :المدير في اجازة!
هنا سكت لحظة وتغيرت ملامح وجهي من الفرح إلى الحزن كان أملي أن أسأل عن ما قصدت إليه.
فقلت له :شكرا لك
فقلت في نفسي :لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فقد مريت على مراحل متعبه إلى أن وصلت إلى هذا المكتب ولكن قدر الله وما شاء فعل، وكان فكري هل ستمر بي الأحداث مرة أخرى ابتدأ من المصعد إلى وصولي للسيارة،،، واصلت السير إلى أن وصلت للمصعد ولكن هذه المرة وصلت إليه بسهولة وفارغ لايوجد فيه أحد ، وصعدت فيه ونزل بي وتوقف وقوف تام وخرجت من المبنى وكلي أمل بأن القادم أفضل وأجمل.
صعدتُ في السيارة، وربطت الحزام وانطلقت إلى المنزل وخيبة هذا اليوم تمركزت في بالي وأنا في استغفار دائما لتطمئن نفسي قليلا وبأن الله معي بكل الأحوال، وإذا كان هذا اليوم لم يجلب لي الفرح والفرج ، سيكون غدا مفرحا وفرج قريباً بإذن الله تعالى، وصلت للمنزل ورفع آذان الظهر حينها رميت حقيبتي وعلقت مفاتيح السيارة في مكانها الخاص، وجهزت نفسي للصلاة ودعيت الله بأن يوفقني ويسهل الأمور.
وهكذا إنتهى يومي ملئ بمفاجآت القدر ومالنا غير القناعة والرضى “عسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم ” التفاؤل والأمل نجعله من أساسيات حياتنا والتوكل على الله بكل عمل تقوم به اسعد نفسك بيومك ولا تحبط نفسك بالأفكار السلبية، والمحاولة تزيد من فرص الإستمرار بكل ما هو إيجابي و محفز، أسعى ويسعى الله معك .