حنين الصحبة
خلفان بن ناصر بن سعيد الرواحي
تَذَكَّرتُ نفسي وَالسِنينَ الخَوالِيا
وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى النفسِ لاهيا
وَيَومٍ كَظِلِّ الشّمسِ شوقاً لظِلَّهُ
بنفسي تَلَهَّاني وَما كُنتُ داريا
كنهرين لاحَتْ دارُ أهلي وَصُحبَتي
بِذاتِ الخُطى تُمضي وتجري التآخيا
فصارَ يطيرُ النومِ في حُضْنِ كوكبٍ
بَدا في سَوادِ اللَيلِ بدراً جُمانيا
فَقُلتُ لَهُ بَل نارُ شوقي تَوَقَّدَت
بعليا تَسامى نورُها بفؤاديا
فَلَيتَ صحابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الخطى
وَلَيتَ الرَضى ماشى الصحابَ لَيبقيا
فَيا لَيتَ كَم مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٍ
إِذا جِئتهُمْ بِالبينِ لَم أَمضِ باكيا
خَليلَيَّ ما إِنْ تَهجُراني على الملا
فذرفي دموعُ العينِ أمسى مواسيا
فَما أُطلِبُ الأَيضاحَ إِلّا كرامةً
وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا
وَقَد يَجمَعُ اللَهُ الصديقينِ بَعدَما
يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَن لا تلاقيا
حمى اللَهُ أَقواماً يَقولونَ إِنَّنا
وَجَدنا طَوالَ الدَهرِ لِلحُبِّ وافيا
شفى اللَهُ آهاتٍ لنفسي تَهافتت
بِهِنَّ الهوى حَيثُ اِحتَجَبْنَ التلآقيا
إِذا ما جَلَسنا مَجلِساً نَستَلِذُّهُ
تَناسوا بِنا حَتّى أَملُّ مَكانِيا
وَلَم يُنسِهُم عنا اِفتِقارٌ وَلا غِنىً
وَلا نوبَةٌ حَتّى احتَضَنتُ السواريا
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ لا أَملِكُ الَّذي
قَضى اللَهُ في نفسي التواريا
فَهَذي أُصولُ الضيفِ عَنّا قَدِ اشتكت
فَما لِلبلى يرمي بنفسي المَرامِيا
فَيا رَبِّ سَوّي الودَّ بَيني وأهلِها
يَكونُ نِصافاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا
وإن عِدتَ من داءِ الكآبةِ أبلغا
خميلةَ نورِ الشمسِ منّي سلاميا