كورونا
مبارك المكدمي
_ لازلنا نعيش في هذا الكابوس المزعج الذي اجتاحنا والذي نتمنى أن نستيقظ منه عاجلاً غير آجل .كابوس اجتاحنا وقلب تاريخنا إنه ” كورونا” .
غزانا وغير عالمنا الجميل غير قسرا في بعض عاداتنا وتقاليدنا . والأمَر من ذلك أنه تدّخل في شؤوننا الدينية ، فحرمنا من الصلاة في المسجد ، وحرمنا من صلة الأرحام وزيارة المريض والسعي لكسب قوت يومنا .
حكم علينا بالسجن في زوايا المنزل ، حرمنا حتى من عناق أحبابنا أو قبلة على جبين أطفالنا . حرمنا من متعة الخروج في الرمال الذهبية ، والحدائق الجميلة.
حرمنا من شواطئنا وأنفاسها النقية لحظة الغروب . فرّق بين مدننا المتلاحمة. عاد بنا أعواما إلى الماضي البسيط في التواصل وقلة الحركة بعد طفرة كبيرة من التطور ، كبدنا خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات ، أرهقنا وحكم علينا بالعيش في قلق موحش .
_ رغم كل هذا فقد كان عادلا . نعم كان عادل فهو لا يفرق بين غني وفقير في كل شيء . كان عادلا حين أوقف الحروب في كل أرجاء العالم . والجميل في الأمر هو لا يعرف شيئا اسمه (الواسطة) التى كسرت مبدأ العدالة في أغلب مؤسسات الدول والمعاملات ، فلا يفرق بين مدير وموظف أو غني وفقير .
كان عادلا لأنه جاء ليوقظنا بعدما تمادينا في الذنوب وغرقنا في المعاصي بعدما ظهر الفساد في البر والبحر ، وكثرت الخمور ، والزنا ، والسرقة والربا ، وأكل مال اليتيم.
كان عادلا حين جاء ليوقف الاختلاط والتبرح والانحلال الخلقي في الجنسين . فلا غيره في وجه الرجال ولا حياء في لبس النساء.
كان عادلا حين جاء ليوقظنا من سباتنا ، بعدما غرقنا في النعم ونسينا المنعم .
( آن الأوان لمراجعه انفسنا ومحاسبتها ،، )