تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

بِأَيَّةِ حالٍ جئتَ يا عيدُ؟

هلال بن حميد بن سيف المقبالي

كنت قد كتبت في صحيفة النبأ الأكترونية قبل فترة، مقالين عن العيد
أحدهما.. (العيد ،،، مظاهر افتقدناها وتلاشت) بتاريخ 2019/06/04
والآخر (العيد فرحة… لقاء… ونقاء) بتاريخ 17/8/201‪9م
وذكرت فيهما العادات والتقاليد وأسباب تلاشي بعضاً منها، وكذلك تناولت فرحة اللقاء والتصالح في أيام العيد من خلال اللقاءات والتجمعات، وها هو عيدنا قادم إلينا بِأَيَّةِ حالٍ جئتَ يا عيدُ؟.
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ. (المتنبي)
فعن ماذا سأكتب هذا العيد ؟ ونحن نعيش زمن جائحة كورونا (كوفيد 19) العالمية.؟، هل أكتب. عن جٓمعةٍ لصلاة العيد فقدت ؟، أم عن تجمعات العيد غابت؟، أم عن فرحةِ أطفال بين الأزقة ضاعت؟، أم عن لمةِ شمل على القرب طالت ؟، أم عن دمعةٍ حزن بين المُقْلات دارت؟.

عيد الفطر على أبوابنا يطرق
ونحن مع كوفيد19حالنا مقلق

هذا البلاء جاء لأفراحنا يسرق
وجاء للعيد أمر لجمعنا يغلق.
عيد سيخلو من مباهجه هذه السنة
لم أكن أتوقع يوما ما أني سأشهد مثل هذه الأيام وأن تكون مناسبة العيد، بهذا الوضع، ولم يحدثني وَالِدَيَّ رحمة الله عليهما بأنهم توقفوا عن مباهج العيد، طول حياتهما رغم كل الظروف التي كانت تحاصرهم في تلك السنين، ولكن حياتهم لم تتوقف، بأفراحهم وتجمعاتهم، ولقاءاتهم..
وها نحن اليوم نعيش الحالة الأصعب في اعتقادي بسبب جائحة كوفيد 19.

كم كانت الأسواق في هذه الأيام التي تسبق العيد تزدحم بالناس، بين بائعين ومشترين، وعلى هبطات العيد يتسابقون، ويسابقون قدوم العيد لتجهيز احتياجاتهم، والشوارع تزدحم بالمارة، والمحلات مزدحمة لشراء الملابس وغيرها من الاحتياجات والمستلزمات، وكانت ربات البيوت والأسر تستعد لاستقبال العيد بتجهيز الملابس والأكلات المميزة للعيد، والحلويات المصنوعة منزلياً، وتجهيز الهدايا و العيدية للأطفال، منتظرين في أيام العيد التجمع الأسري بكل فرح وسرور.

كل ذلك، لا أرى بصيصه ، ونحن في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل، فالعيد لم يبق له سوى بعض الأيام، و كأن كل شيء كان حلماً وتلاشى.

كوفيد 19 سيطر على كل شيء بقدرة الله ولأسباب نكاد نجهلها، وشل الحركة الحيوية والنشاطات التي نعيشها، فانعكس ذلك على عاداتنا وتقاليدنا وممارساتنا اليومية، والتي كان البعض يتذمر منها، واليوم يتمناها .

كنت بالأمس جالساً مع أبنائي الصغار وسألوني عن عيدية العيد، التي كانوا سيحصلون عليها من التجمعات الأسرية والزيارات العائلية، حيث كانت مصدر فرح لهم فقد كانوا ينتظرون العيد لأربعة أهداف حسب تعبيرهم وتفكيرهم البسيط وهي الزهو بالملابس الجديدة والمتميزة، والحصول على العيدية، والخروج إلى المخرج (العيّود في بعض المحافظات)، والإلتقاء بالعمومة والعمات وأبنائهم.
ولكي أغير نظرتهم قليلاً، قلت لهم كما تعلمون عن الوضع الراهن في هذه الأوقات المؤلمة والصعبة، وحماية لكم ولنا ولغيرنا، وتطبيقا للتعليمات لا توجد تجمعات ولا زيارات، وسيكون عيدنا هذه المرة بمعزل عن الجميع حيث سنلزم بيوتنا، ونمارس طقوس العيد مع بعض دون الغير، فقرارات اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد -19)،، قررت حظر التجمعات المرتبطة بالعيد مثل تجمعات المعايدة والاحتفالات الجماعية بالعيد.
وبصوت واحد نطقوا والعيدية ؟، و لكي أبعث الفرحة في نفوسهم، قلت لهم سوف أعوضكم بمضاعفة مبلغ عيديتي إلى ضعفين، فكم كانت فرحتهم كبيرة بما سمعوه.

هذا حال أطفالنا، فكيف هو حالنا ونحن من اعتدنا على التجمعات واللقاءات والحضور لصلاة العيد وسماع الخطبة، وبعدها نسلم على بعضنا البعض، فالكثير ممن لا نراهم إلا نادرا نسعد برؤيتهم في صلاة العيد لنتبادل معهم التهاني والتبريكات بالأحضان والقبلات.

كيف سنرسم في ذاكرتنا هذه الأيام الجوفاء، وكيف سنتناول ذكرياتها في قادم الأيام، فمن المستحيل أن نحكي قصصنا، و ما دار بين جدران منازلنا، لغيرنا.

بِأَيَّةِ حالٍ جئتَ يا عيدُ، كانت أيام العيد تربطنا بذكريات نعيد تداولها عند تجمعاتنا و لِقَاءاتنَا، ونضحك على تلك المواقف، فهي لا تخلو من المواقف الطريفة، والبعض الآخر ممن تستهويه تصوير الأحداث، ليجمع اللقطات المميزة والمضحكة لتكون ذكرى يحتفظ بها في حافظة صوره،

ماذا سنحكي للعيد القادم من حكايات ، حدث في هذا العيد؟ ، سنكتفي بالصلاة في بيوتنا، متواصلين بين أحبتنا وأقربائنا وأصدقائنا عبر الهواتف فقط، نمارس طقوس العيد المتعارف عليها منفردين ، من شويٍ وشَواء، ستختلف خلطة بهاراتنا، وستختلف طريقة إعداد الَوجبات، فهل سيكون طعم شواءنا كطعم التنور؟
إن حلاوة العيد في التجمع واللقاء ، فكيف سنسطر للعيد القادم ملحمة من المواقف الجميلة و الطريفة، والتي ستكون منها بداية الحديث للعيد القادم..؟.

وكل عام والجميع في خير وصحة ، وأطيب حال.
حفظ الله عُمان قائداً وشعباً وأرضاً من كل بلاء و وباء، وأزاح عنا هذه الغمة.

#الطقوس::
مصطلح يشير إلى مجموعة الأفعال والأعمال الثابتة والمرتبة، التي تقوم بها جماعة مشتركة، أو أفراد في مجتمع ما، وتسمى أيضاً المراسم…

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights