تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

“مرض الشعور بالدونية”

إلهام عوض عبدالله الشهراني

لا يختلف اثنان أن أخلاق العرب الأصيلة قد انقرضت عند البعض في العصر الحالي، كذلك الإيمان والذي هو ثمرة العقيدة الإسلامية أصبح عملة نادرة، والمتمثل بصدق الحديث والأمانة التي تعتبر العمود الفقري للإيمان، بكل نواحي الحياة من عبادات دينية أو تعاملات دنيوية بين البشر.

وبعد: فلا غرابة أن نجد البعض يعيش بذاته كالإناء الفارغ من الإيمان والأخلاق، حيث تسكن ذاته أطماع الدنيا ومغرياتها ومظاهرها الزائفة وعقله تسيطر عليه الأفكار المسمومة من حلف الشيطان، فيشعر بالديونية المطلقة أمام الآخرين، والبعض ممن هو من هذا الصنف يتحول إلى شخصية عدوانية، فلا يتقبل الأشخاص الآخرين حيث يشعر أنه أفضل منهم ثقافة أو تعليماً أو مالاً أو إنجازاً في العمل، لأنهم أصحاب أمانة متناهية، أو لأنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

فتجده يعاديهم ويحاول أن يلوث سمعتهم ومحيطهم بسيف لسانه ونشر الأكاذيب والوشاية ونجد أن الغيرة والحسد والحقد يملؤ قلبه فيفرغ سمومه العدوانية كالأفعى عند ضعفاء الدين وعند فقراء الأخلاق والتربية الغير سليمة الذين بدورهم يصيدون بالماء العكر نفاقآ وخبثاً شيطانياً فالطيور على أشكالها تقع.

ولكل شخصية مفتاح وأمثال هؤلاء يشعرون بالخوف من البشر فتجدهم حريصين على جمع الأحاديث والآراء من المنافقين االمحيطين بهم الذين يلعبون دور البطولة المطلقة بين الأطراف.
وبالمقابل تجدهم لا يخشىون الخالق، ولا يبالون بكتابه الذي لا يترك كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها.

ومن المؤسف أن ينتشر هذا الوباء في المجتمع الأسري فيفكك أواصر العلاقات الاجتماعية، ويقطع الأرحام، ويبني مستقبلاً مجهولاً مظلماً بين الأبناء والأحفاد مع ذويهم.

وكذلك في المجتمع الوظيفي يظهر على سطح الإدارات التي لا تحمل القيادة ولا ذرةً من الكفاءة العملية وتعيش في قوقعة الفشل الذاتي فأمثال هؤلاء يخيم على تفكيرهم مرض الشعور بالأوهام ويرون خطوات نجاحهم تبنى بالانتصار على الناجحين من حولهم، وهزيمتهم وإسقاطهم بشتى الطرق وبالسلاح الذميم الذي هو اللسان.

وكأنهم سوف يفتحون بلاد الأندلس أو يرفعون راية الإسلام ويجددون تاريخ العرب العظيم.

أطباء علم النفس يرجحون أن أمثال هؤلاء الشخصيات عاشوا تربية ” عنف أسري لفظي وجسدي” أو أنهم عاشوا بحرمان من” التربية الأسرية السليمة دينياً وأخلاقياً” أو أنهم لم يحصلوا على نصيب من النجاح بحياتهم، فلا محل لهم من الإعراب في الحياة حيث أن غيرتهم من الآخرين هي نتيجة شعورهم بالنقص فيتحولون إلى شخصيات عدوانية نتيجة لضعف الوازع الديني والسقوط الأخلاقي.

وفي نفس السياق من ابتلي بأمثال هؤلاء يحمد الله حمداً كثيراً كل ساعة، أن بلاءه أجر وثواب وتكفير عنه بما يفعلون ويقولون ويعزي نفسه أن ميزان الله عادل بين عباده.
فلا بد من بلاء في الدنيا، وعليه الاحتساب وأن يطلب من الله نقيض ما يتمنون اه وما تخفي صدورهم إيماناً بقوله تعالى: (ولايحيق المكر السئ إلا بأهله)
ولن يخيب الله عباده الصالحين وهو الهادي لسواء السبيل.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights