قرار مجلس الخدمة المدنية إيجابي لا يخلو من السلبيات
فلاح بن درويش البلوشي
صدر القرار الأخير لمجلس الخدمة المدنية الذي يحمل الرقم ٣/٢٠٢٠ وفي مضمونه حمل الأمل للباحثين عن العمل بأن حلم الوظيفة قد أصبح قريباً جداً بعد سنوات طويلة من الأمل الذي ملّ والصبر الذي نفذ ، وفي الآونة الأخيرة وحسب ما يتداول بين أوساط المجتمع موضوع إحالة العاملين في القطاعات الحكومية كافة إلى التقاعد لمن وصل ٣٠ عاماً في الخدمة وأكثر فإنّ الشواغر الوظيفية ستكون كثيرة بلا شك والشباب الطموح على أهبة الإستعداد لملأ الفجوات الكبيرة التي سيشكلّها خروج المتقاعدين.
ولكن هل سيرضى الخريجون بكافة المستويات العلمية بأن يتم تعيينهم على الدرجات الجديدة !!
لا يخفى على أحد علم بالوضع الاقتصادي الذي يشوب العالم حاليا فلقد سقطت دول اقتصادية عظمى وسرحّت شركات عملاقة موظفيها وفي المقابل هنالك الآلاف المؤلفة من الباحثين عن العمل ينظرون لما يحدث في هذا العالم وفي نفس الوقت ينتظرون أمل الالتحاق بأي وظيفة تكون لهم عوناً لتكوين مستقبلهم ولدعم الوطن بما يمتلكون من طاقات متفجرّة نحو مستقبل مشرق.
فتسكين الخريجين الجدد بكافة المستويات العلمية في الدرجات الحالية ربما لن يرضي طموحاتهم ولكن المدرك للوضع العالمي الحالي سيعلم بأن الدولة تبذل قصارى جهدها لتوفير العيش الكريم لمواطنيها بأي وسيلة كانت ، ومع الأيام القادمة وكما حصل في سنوات ماضية من تحسين للأوضاع المالية للدرجات سيكون هنالك مستقبل مشرق بحول الله سيتكلل بالإنجازات الواعدة وبمستقبل اقتصادي يذهل العالم أجمع ما يليه من تحسينات أخرى للوضع المالي للدرجات المالية كلٌ في أوانه ، نعم لا نريد استباق الأحداث والتفاؤل المُبالغ فيه ولكن جميعنا يدرك الثروات الوطنية المتنوعة التي سيزدهر بها الاقتصاد العماني بعون الله فإنّ مجدد النهضة السلطان هيثم بن طارق رعاه الله حريص تماماً على تنويع مصادر الدخل وإعادة النظر في ثروات الوطن الغنية التي كانت مخفيّه في العقود الماضية.
وختاماً علينا جميعاً أن نتكاتف من أجل مستقبل عُمان المشرق بعيداً عن التشاؤم والسلبية التي سادت سابقاً ، فلقد بدء عهدٌ جديد بشعبٍ عظيم لا يرضى بالنظر تحت أرجله بل إلى آفاق مشرقة.
وفق الله جلالة السلطان المعظم وأيده بالحق وأيّد به الحق ورزقه البطانة الصالحة التي تكون عوناً له في خدمة هذا الوطن.