خلفان بن ناصر بن سعيد الرواحي
إلى أبي الغالي
إلى روحك الطاهرة
المسجاة في حياة البرزخ …
مررت على خلجات ذاتي تجوب ؛وأحييت في نفسي بعض من ذكريات وجودك بيننا في الشهر الفضيل …
حنين الشوق قد شلَّ أركان جوارحي عندما تذكرتك ، لم أنسى يوماً وجودك في كل شبرٍ من أثرك الطاهر على الأرض؛ بالرغم أنك عنا في مقابر وبيوت التكريم …
ما زلت أتذكر تلك اللحظات من الشقاوة الطفولية ؛ وما زلت أمر بين حينة وأخرى ببعض الذكريات العفوية …
وفي بعض الأحيان أعيد شريط الماضي الجميل الممتزج ببعض المواقف التي مررت بها في مرحلة الشباب والمراهقة ؛ بعضها لا يمكن نسيانه فلحظاته كانت مرحلة أدب وتهذيب من والدي المرحوم ؛ بالرغم من قساوتها في بعض المواقف إلا إنها كانت مرحلة تحول ومراجعة حسابات لتغيير الطريق من الشقاوة إلا الصواب …
أبي الغالي
رغم رحيلك من هذه الدنيا الفانية ؛ فإن وجودك محفور في ذاكرتي ولن أنسى أدبك وتربيتك لي …
لقد كنت مرشداً وموجهاً بالرغم من أنك لا تمتلك الشهادات العلمية، ولكنك كنت تمتلك خبرة الحياة وقساوة الأيام التي علمتك الكثير لتنقله لي، ليكون درساً يتناقل بخبرة الزمن وأدب المجالس ومصاحبة الأجداد الذي عاصرتهم وتعلمت منهم …
يا من رحلت بجسدك عنا، وبقيت روحك الظاهره حاضره في حياتنا …
أشعر بالفخر بأنك كنت معلمي وقدودتي …
أرفع رأسي بوجودك حاضراً ؛ وبالإشارة الحسية أمام الآخرين دون تكبر أو ترفع عليهم أنك موجود بوجودي معهم…
يأتيني شعور بثلج الصدر عندنا ألاقي من كانوا يعرفونك ويتذكرون لحظات الذكريات معك أيضاً، وتزيدني حضوراً بجمال روحك الطاهرة …
فهنا الشهادة تنطق من كل جوارحي ، بأنك حقاً* أدبتني فأحسنت تربيتي*…
فليقل من يقل عني ما يشاء …
فلست أبالي بمن يرى مني غير ذلك …
وما ذلك مني افتخاراً بنفسي وتكبراً عليهم …
ولكنها شهادة أعتز بها منك لتبقى وسام على مر الدهر لي ؛ ولأجيالي بإذن الله…
رحمك الله يا أبي وجمعني بك في الجنة، وأشهد الله أنك نعم المربي ونعم المؤدب …
