مشروع طريق (الحوقين / ملي)
بقلم : يعقوب بن حميد المقبالي
أهالي مناطق وادي بني هني (المدينة ، النزوح ، عقد النزوح والسلم ) عانوا كثيرا عندما كان الطريق ترابي وغير مرصوف وتقدموا بعدة طلبات وتشفعوا لجلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه حتى تفضل جلالته وأسدى توجيهاته السامية الكريمة بإنشاء طريق يكون رابط نيابة الحوقين بوادي بني هني لما فيه من المنفعة العامة لجميع المواطنين والمقيمين الذي يودون اختصار المسافة للمتجهين بين المحافظات كمحافظة الظاهرة ومحافظة شمال الباطنة والعكس صحيح .
حيث أخذت وزارة البلديات وموارد المياه على عاتقها الإشراف والمتابعة لهذا الشارع وتم له التخطيط وبعد التوقيع بين وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه الموقرة وبين الشركة المنفذة أُسند لتلك الشركة ذلك المشروع الحيوي والسياحي ولم يمضي فترة بعد ما استلمت الشركة المشروع إلا أنها تسلمت أمر بتعديل المسار من المسار الذي تم التخطيط له سابقا وهو يبعد عن مسار الوادي إلى المسار الذي هو حديث الساعة .
فبدأت الشركة أعمالها وتحركت مجموعة الأهالي مستنكرين التخطيط الحالي حيث أن الأهالي تربوا في هذه المناطق وأعمارهم تتفاوت بين الثمانيين والسبعون والستين والخمسين عاما فهم يعتبروا هم من يحفظوا مسارات الوادي وغزارة وقوة جريانه حيث أن الوادي يبدأ منبعه من وادي سداق والذي يجاور مناطق بلاد الشهوم بولاية عبري ووادي مري ووادي سني القبيل وأودية يقاء ووادي صميا ووادي زولة …… الخ .
ولكن للأسف لم تقبل مشورتهم وأصر أحد المسؤولين بأن هذا التخطيط هو الأجود وأنهم عملوا أكثر من مشروع ، نعم نحن نعلم أن القدرة قدرت الله تعالى ولكن لماذا لا يأخذ برأي الأهالي ؟؟
وتم اعتماد رأي المسؤول أو المهندس نحن لسنا ضد أحد منهم سواء كان مسؤول أو المهندس أو مشرف المشروع إنما نحن نقول كلهم درسوا وتخرحوا وحصلوا على شهادات من جامعات يشار لها بالبنان ، لكن ليسوا هم من تعلموا قوة جريان وغزارة الوديان وتضاريسها .
شارع الحوقين ملي يتأثر بهطول الأمطار وجريان الأودية وأصبح الآن مزار للسواح ليضعوا عليه عدت تساؤلات وينتظروا الإجابات الشفافية من المختصين :
( لماذا صمم هذا الشارع لمجرى الوادي؟ لماذا لم يدرس هذا المهندس قوة جريان الوادي؟
أين المختصين الجولجيين! أليست لديهم تقديرات لقوة جريان هذا الوادي؟
أين المسؤولين المشرفين لهذا المشروع؟……. الخ)
إن ما يؤلمنا تصرف لمثل هذا المشروع الملايين من الريالات نفقت ولم يكن مستوفيا التخطيط الجيد، هذه المبالغ تأخذ من ميزانية الدولة وحسب ما يتم تداوله إنها حق عام لجميع المواطنين من الغني إلى الفقير. ليست فقط ترسم تلك المخططات لمشاريع ما بدون دراسة وتقييم وتدخل من المواطن الذي يجاور ذلك المشروع ويكون على معرفة وحفظ متقلبات الأيام ، نحن لسنا ضد ذلك الشاب أو ذلك المهندس أو المسؤول الذي قضى جل وقته في البحث والدراسة ، لكن ما نود أن نقوله تعالوا وانظروا وقيموا مشروع طريق ملي الحوقين سترون بعينكم الأضرار الفادحة والغلط الذي سيكلف الدولة الملايين من الريالات أو يبقى ذلك المواطن يعاني مثل ما عانى سابقا.
ومرة ثانية تم تحويل الشارع إلى عمق الوادي بمعنى رجعنا لشارعنا الترابي بمسافة تقدر 2 كيلو متر تقريبا فالآن تلك المسافة تأخذ علينا الوقت الطويل واستهلاك السيارات وخصوصا كان السيارات من فئة غير الدفع الرباعي، إلى متى سنظل بهذا الحال، لا هناك نية أو توجيهات بهذا المشروع ؟؟؟
إن ما نواجهه في طريق الحوقين ملي تبين للجميع سوء التخطيط الذي تم بمشروع طريق الحوقين ملي، هنا نطالب من حكومتنا الرشيدة بقيادة مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه – الإسراع بتوجيه المختصيين العمل بما يملؤهم الواجب ليتحقق مطالب المواطن ويتمتع بالراحة والهناء تحت ظل قائدنا جلالة السلطان هيثم بن طارق ايده الله بنصره وتوفيقه لقيادة بلادنا سلطنة عمان وشعبه الوفي .