الحادي والثلاثون
🖋️:عائشه الوهيبي
الأول من آذار،
أحلامٌ و أمانيٌ في مخيلتي تجدد وجودها
قلبي في جوفه ثبتها وبأناملي رسمتها.
في غرفتي البيضاء طلائُها. ويرسم ذاك الظل الأسود المنبعث من الشمس لونا أسودا عليها وكأنه يقول أن الحياة بيضاء ولكن لابد من وجود سوادا بها.
ذالك الراديو القديم الكلاسيكي الذي يردد من الصباح كوفيد 19. طاولتي البيضاء في زاويتها تلك الزهور الياسمين التي اعتادت لوجودها جنب كتبي .
حقا قد أزعجتني تلك الأخبار تارة قلبي يفرح وتارة يبكي لموت هائل من الوفيات. حان وقت رحيل من إيران لأرض الوطن الحبيبة لطالما كانت تنشدني عن حالي. تركت تلك الزهور البيضاء لتنقي ما تبقى من ذالك الوباء وتلك أوراقها المتعاكسه لتعكس أحداث تلك الجائحة متمنياً زوالها قبل رمضان. فلا تبالي يا مكان غربتي!
ولكن قلبي المكتئب هو الذي سيبالي، داخلي يؤلمني، شراييني أوردتي يجري بينهم ذالك الفيروس نوى لحتمي. تنفسي ضاق، قلبي قد فاق من الاشتياق من غربة لأشهرٍ و في اليوم الحادي عشر من آذار قد أكملت عاماً من الغربة.
دموع عيني أتعبتني وذكر ربي سيقويني ولكن لساني بالصياح ينادي دثروني، وقلب أمي يحزنني. همسات الأطباء بادت تزعجني يتنبؤن برحيلي، هل رحيلي قد حآن؟ لا والله ربي به عالمٌ. لوهلة سمعت ذاك الصوت الذي أبكى عيناي تلك المسحة لقلبي المليئة بالحنان أعمق من مسحت أمي فوق ألمي. ذاك هو القرآن الذي لساني وقلبي يقرأه في دُبرِ كل عشية وضحاها. قد أحيى قلبي ، يداي المنهكتان من إبر المضاد قد دعت خالقهما بالتعافي.
استيقضت قي الواحد والثلاثون من آذار وأنا بين ذراعي أمي.
صبرت ففرجت من مرضي
تيقنت أن ربي سيقويني ويوقيني.
أحمد ربي ولو أن في الحمد لمنفعة لي بأجراً، فلك الحمد يا ربي حتى ترضى عني.
“في آذار بتحيا الأشجار ”
هكذا نهاية آذار أصبحت لي.