للابتكار: شباب عُمان، آفاق إبداعية، وابتكارات واعدة
أحمد بن موسى بن محمد البلوشي
من أقوال حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – حول الشباب والابتكار.
” إن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب، وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومستقبلها، وسوف نحرص على الاستماع لهم وتلمُّس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم، ولا شك أنها ستجد العناية التي تستحقها” وقال “وإن الاهتمام بقطاع التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار سوف يكون في سلم أولوياتنا الوطنية، وسنمده بكافة أسباب التمكين باعتباره الأساس الذي من خلاله سيتمكن أبناؤنا من الإسهام في بناء متطلبات المرحلة المقبلة”. وإيماناً منا لهذه النظرة الثاقبة الحكيمة من قائد البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه- والتي مفادها أن الشباب والابتكار هما رأس المال الحقيقي لمستقبل زاهر مميز،جاء الخطاب السامي مخاطبًا الشباب العُماني ومجسدًا الرغبة الحقيقية في تنشئة جيل من المبدعين والمبتكرين من أصحاب المواهب والقدرات الإبداعية والابتكارية المتميزة.
إن الشباب والابتكار هما الركيزتين اللتين تراهن عليهما الدول المتحضرة اليوم، من أجل الرقي والنهوض والنماء، فالشباب هم ثروة الوطن وأهم الأذرع الأساسية للتنمية فيه، فمساهمتهم كبيرة في رقي مجتمعاتهم وتطورها، فالشباب باعتباره ملهما للتقدّم الاجتماعي وموردا خصبا للأفكار المُتجدّدة والابتكارات في جميع المجالات، ولديه القدرة على النظر للأمور بطريقة مختلفة، ورؤية مغايرة، من أجل البحث عن حل للمشكلات بطريقة مبتكرة وجديدة تسعى المجتمعات إلى تمكينه وإطلاعه على نتائج التطورات التقنية والثورات التكنولوجية حول العالم، أما الابتكارات فهي ثروة مستدامة وأساسًا لتطور الشعوب وتقدم الدول إلى المستقبل، ومن أهم العوامل المؤثرة في تقدم وتطور المجتمع ورفعة شأنه بين دول العالم، فهي الميدان الأهم والأوسع الذي تتبارى فيه الدول لتثبت أن لديها عقولا مستنيرة تفكر وتبدع وتؤثر بفاعلية على الفرد والمجتمع.
وفي 24 إيلول/سبتمبر 2018، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثته الخاصة للشباب، بالاشتراك مع منظومة الأمم المتحدة وقادة الشباب استراتيجية الأمم المتحدة للشباب لعام 2030 (Youth2030) من أجل توسيع نطاق الإجراءات العالمية والإقليمية والوطنية لتلبية احتياجات الشباب، وإعمال حقوقهم، والاستفادة من إمكاناتهم لأنهم قادة للتغيير. ينبغي أن تحقق خطة التنمية المستدامة لعام 2030 مكاسب متكافئة للشباب، وأن تجعل من قوة القادة الأصغر سنًا وإلهامهم المحرك الأساسي لتعجيل التقدم في التنمية المستدامة.
ولم نعد نتفاجأ مما يقدمه الشباب العُماني من اختراعات وابتكارات خلال أزمة كورونا التي يمر بها العالم، فتعودنا من فترة ليست بالقريبة أن نسمع قصص كثيرة عن ابتكارات عُمانية، فتارة نسمع قصة ابتكار لطالب عماني في إحدى مؤسسات التعليم العالي، وتارة قصص عدة لطلبة من وزارة التربية والتعليم، وتارة قصص لعدد من الاكاديمين والأطباء والمهندسين وووو والقائمة تطول، مشاريع وابتكارات كبرى من صنع شباب عُمان، شباب يؤكد كل يوم بأنه مبدع وفيه طاقات ومهارات لا حصر لها، وتعلمنا من التاريخ العُماني ومن أقوال مولانا الراحل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد –طيب الله ثراه- أن الحضارات لم تستمر بفضل ثروتها وقوتها فقط، بل بفضل وعمل أبنائها المخلصين وقدراتهم العالية في ابتكار أهم الحلول للتحديات التي واجهتها. فخطاب حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم للشباب فتح لهم أبواب المستقبل؛ ليكونوا شركاء في صناعته، ويكونوا شركاء في استكمال مسيرة وطنهم. هذا الخطاب يمنح الشباب العُماني مساحة واسعة للتفكير وتنفيذ الأحلام على أرض الواقع، بدلًا من أن تكون حبيسة عقولهم أو أدراج خزائنهم، أو أن تنطلق منهم إلى أفواه تسمع ولا تنفذ، فتموت الأحلام وهي لا زالت في مهدها.
من ضمن الألقاب التي تطلق على ألمانيا أنها “بلد الأفكار والابتكارات”. وللحفاظ على هذا اللقب تقوم الحكومة الألمانية بدعم نوادي المخترعين الشباب وطلاب المدارس لتنمية قدراتهم ومواهبهم وتشجيعهم على الإبداع والابتكار، والشباب المبدع الرائد في أعماله وابتكاراته في مختلف المجالات الإبداعية، سواء كانت علمية، ثقافية، هندسية،اقتصادية، طبية، اجتماعية، رياضية، يحتاج إلى من يحتضنه و يهتم بإبداعه أياً كان، فالإبداع يحتاج إلى عقول مستقلة وقادرة على التفكير والخروج من الصندوق والجرأة في الطرح ، وهذا ما نلاحظه في إبداعات وابتكارات الشباب العُماني، فهنيئًا لنا بهذا الجيل من الشباب، وهنيئًا لنا بداعم الشباب مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق-أعزه الله-، وعليه يجب على الحكومة مقابل هذا التطور الهائل في التكنولوجيا الحديثة واستخدامها في نهضة الدول كأساس للتنمية، ووجود شباب مبدع وذو كفاءة، سوى الاعتماد على هؤلاء الشباب ، واستثمار طاقاتهم الإبداعية في وضع أسس التنمية المستدامة، وترسيخ دورهم البنّاء في تحقيق مستقبل متميز يلبي الطموحات والتوقعات.