الـ (system) .. الحاضر الغائب
أحمد بن سالم الفلاحي
shialoom@gmail.com
يحل بيننا النظام الإلكتروني المستخدم في أجهزة الحاسب الآلي؛ كأحد المفردات المهمة في حياتنا اليومية، وهو النظام غير المقتصر؛ فقط؛ في ممارسات الوظيفة المختلفة في المؤسسات، وإنما يتوغل بين مفاصل حياتنا اليومية في كل وقت وحين، سواء في أجهزة الحاسب الآلي الموجودة عند كل منا، أو في أجهزة الهواتف النقالة، وما يشابهها من أجهزة مستخدمة عند كثير من الناس، هذا الالتصاق الـ “حميمي” إن تصح التسمية أوقع الناس في مشاكل فنية عديدة، ناتجة في كثير من الأحيان عن سوء الاستخدام، حيث أن هناك كثيرون لا يزالون على أميتهم التقليدية، ولا يستطيعون مجاراة الواقع القائم على مختلف هذه الأجهزة، لوجود تعقيدات غير منكورة أثناء الاستخدام، فوق أن هذه الأجهزة تحتاج إلى معرفة بسيطة، في أغلب الأحيان، إلى شيء من اللغة الإنجليزية، وهي اللغة التي بنيت على صناعتها هذه الأجهزة، ولذلك من لا يعي الكثير من هذه اللغة، يقينا ستتراكم عنده أمية التعامل مع هذه الأجهزة المختلفة والمتنوعة.
توجد؛ إلى حد ما؛ لحلحة في التعامل مع مختلف هذه الأنظمة، انعكاسا للممارسة اليومية القائمة مع هذه الأجهزة، وكما يقال: من تجربة الخطأ والصواب، تتراكم المعرفة، ولكن “تجربة الخطأ والصواب” لا يجب أن تكون المعتمد للتعامل مع الأنظمة الإلكترونية، لأن في ذلك مخاطرة كبيرة، خاصة عندما يتعلق الموضوع بقطاع عريض من الجمهور، كما هو الحال عند تقديم الخدمات للناس، فذلك سوف يؤدي إلى تعطيل أعمال الجمهور، وتحميلهم مشاق كثيرة هم في غنى عنها، في ظل تنازعات الزمن المعروفة بين ما هو منجز، وبين ما يجب إنجازه، ولذلك نصاب بالدهشة، حقيقة، عندما تكون لأي منا مراجعة لدى جهة معنية، ويقال لنا؛ أن الـ (system) عطلان اليوم، وفي أغلب الظن، أن الـ (system) لم يكن عطلانا، ولكن التعامل معه لم يكن بالصورة الصحيحة، ومن هنا يأتي العطل، ومن تجربة شخصية، وكان الموقف أمامي، حيث هناك مجموع من المراجعين، ينتظرون انجاز معاملاتهم، والقائم على جهاز الحاسب الآلي؛ للتو؛ يبدأ خطواته الأولى في التعامل معه، والدليل حالات الاستعانة التي تتم من قبل زملائه الذين تشتت جهودهم بين مساعدة زميلهم، وبين إنجاز أعمالهم الموكولة اليهم، وقد استغربت حقا، أن يوضع موظف لا يعرف التعامل مع جهاز الحاسب الآلي بصورة احترافية، وتوكل إليه مهام انجاز معاملات لجمهور يقف طوابير؟!. ولذلك فما بين كل فترة وأخرى يتوقف عن العمل، ويقول: الـ (system) لا يعمل، أو توقف عن العمل، وتظل كل تلك الطوابير تنتظر الفرج.
هنا أيضا أذكر موقفا أكثر إحراجا لأحد البنوك؛ حيث حولت رواتب الموظفين منذ يوم الأربعاء 22 من الشهر، واستلم هؤلاء الموظفون رواتبهم يوم 26 من الشهر ذاته، وعند الالحاح بالسؤال عن سبب التأخير كان الرد: أن الـ (system) جديد، وبالتالي أثر ذلك على مجموع التحويلات، وفي كل الحالات؛ على ما يبدو أن الـ (system) عطلان اليوم أصبح شماعة يعلق عليها الجاهلون بالتعامل مع الأنظمة شماعتهم في تأخير المعاملات، أو حتى وقوع الأخطاء في ذات المعاملات، وهذه إشكالية موضوعية في التعامل مع أنظمة الحاسب الآلي المختلفة.
ولذلك؛ ولكي يتحقق مفهوم الحكومة الألكترونية، وتطبيقاتها على الواقع لا بد من الالمام الكامل والشامل لمختلف الأنظمة التي تسير عمل الحواسيب من قبل المستخدمين لها، وعلى المؤسسات التي تتعامل مع الجمهور العريض، أن تجعل الموظفين الذين على منافذ انجاز المعاملات للجمهور، على درجة كبيرة من الكفاءات المهنية والمعرفة الكبيرة بـالـ (system) المعمول به في هذه المؤسسة، أو تلك، لأن في ذلك توفيرا للجهد والزمن، وتضخيم الإنتاج.