2024
Adsense
مقالات صحفية

شهر رمضان والثوابت العظيمة

خليفة الحسني

أيام قليلة ويتشرف المسلمون في أنحاء المعمورة بقدوم شهر رمضان المبارك وما يحمله من معاني إنسانية وعادات عظيمة تتجلى في أيامه الرحمة والمودة والغفران ومن طقوس دينية وعادات مختلفة بين الشعوب المسلمة من عبادات ومناجاة وخشوع لا يفارق الذات، فتمتلئ الجوامع بالمسلمين بصلاة التراويح والوتر والتهجد والكل يرجون الله القبول ومغفرة الذنوب للعبد الذي آمن بالله عز وجل ويخلص في صيامه، نعم هذا رمضان بالثوابت العظيمة التي أعدها الله تعالى سببا في دخول جنات النعيم وعلو الدرجات وفيها
استجابة الله لدعاء العباد في هذا الشهر الكريم واحتوائه على ليلة القدر التي تعد خير من ألف شهر وهو يعد من أفضل شهور السنة عند الله وهو شهر عظيم للتزود من الخير وأنزل فيه القرآن، فضلا عن كونه من الأركان الخمسة وله فضائل كثيرة يمتاز بها وردت في القران والسنة، ولهذا الشهر الفضيل بين المسلمين الكثير من النكهات والمأكولات المختلفة المذاق تعد بذات الأطباق الشهية ،
ولكن رمضان هذا العام تختلف به الأوضاع وستتوقف هذه المظاهر كلها وهذا النسيج الاجتماعي بين الناس بسبب جائحة كورونا التي اجتاحت العالم بأسره ومنها هذا الوطن الغالي عمان ولأجل المصلحة العامة فلا بد لنا جميعا أن نتبع التوجيهات والمناشدات التي توليها الحكومة الكريمة والجهات المعنية بها ومن هذه التوجيهات إلغاء كافة المظاهر والفعاليات الرمضانية المختلفة وغيرها فإن التزامنا بها هو واجب وطني من كل مخلص لهذا الوطن والتباعد الأسري والجلوس بالبيت واتباع التعليمات الصحية واحترام القانون فجميع هذا هو طوق النجاة.
فإن عماننا قد تصدت منذ البداية لهذه الأزمة بجهود عظيمة سخرتها وبذلتها الحكومة الرشيدة منها الأوامر الكريمة بتشكيل اللجنة العليا لإدارة هذه الأزمة وبحث كل ما أمكن من إمكانيات مادية وبشرية وجهود حثيثة بذلت وما زالت تبذل لأجل حماية الوطن والمواطن والمقيم والخروج بأقل تكلفة، والحمد لله لا تزال الأسواق والمحلات في الوطن ممتلئة بالمواد الغذائية وغيرها وفي متناول الجميع هذه النعم وهذه الخيرات واجب الشكر عليها.
وكذلك هناك أبناء هذا الوطن الذين شمروا سواعدهم وجهات أنتجت وصنعت منتجات صحية وآلات إلكترونية كالروبوت الإرشادي الصحي الذي يساهم في الكشف الإكتروني الأول لهذا الوباء ومنهم تكفلوا بالكثير من البرامج التوعوية وتوزيع وجلب المساعدات الغذائية المختلفة من الأهالي وبعض الشركات والتجار الذين ساهموا ومن كافة الأيادي البيضاء وكذلك تفاعل كريم من الجمعيات المختلفة الأهلية والفرق الشبابية وجمعيات المرأة العمانية وأفراد المجتمع جميعهم عملوا وما زالوا كنسيج واحد يشكلون ملحمة وطنية رائعة، نعم هذا هو المجتمع العماني العظيم بأصالته وكرمه وتكاتفه خاصة وقت الشدائد نعم هذه هي عمان حكومة وشعبا والأعظم من ذلك هي الأوامر السامية من لدن مولانا أعزه الله وأبقاه جلالة السلطان هيثم ، أمر بالعلاج والرعاية الصحية المجانية التي تشمل الجميع من المواطنين والمقيمين وكذلك جلب جميع المواطنين الراغبين بالعودة للوطن سواء كانوا من الطلبة والطالبات وغيرهم فقد سخرت لهم إمكانيات وتسهيلات نقل وغيرها فضلا عن الرحلات المتالية التي ما زالت مستمرة لتوفير الأدوية والمواد الغذائية وغيرها من بعض الدول في سبيل التخفيف من هذه الجائحة وإبقاء عمان مطمئنة آمنة وبالفعل هي أقل الدول تضررا من هذا الوباء بفضل هذا التفاعل العظيم، وفي الوقت نفسه هناك الكثير من الدول المتقدمة التي فقدت أبناءها بسبب الجوع وغيره دون إيجاد العلاج أو ما يسد رمقهم من هذا الجوع أو الرعاية الصحية وهي أقل الجوانب إنسانية
كم أنت يا وطني عظيم وسلطانك كريم، فيك كل خير يا وطن الكرام بفضل الله وبفضل الحكومة الكريمة والتوجيهات السديدة من سلطاننا المعظم حفظه الله ورعاه وحفظ الله هذا الوطن الغالي عمان الخير وحفظ أبناءه المخلصين وكل من على هذه الأرض الطيبة، سائلين الله عز وجل أن يبلغنا شهر رمضان ويسهل علينا الأمور وأن يزيح عنا هذا الوباء وأن يجعل الإنسانية أكثر رخاء، والشكر والعرفان لجميع المخلصين الأوفياء وللجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية والتي ما زالت مستمرة يوما بعد يوم حتى يزيح الله عنا هذا الوباء لهذا اتباعنا الإرشادات والتوجيهات هو واجب وطني وهو طوق النجاة لنا جميعا والله يحفظ الجميع.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights