2024
Adsense
مقالات صحفية

ألم يأن لهذه البشرية أن تتبع منهج الله؟

عبدالله بن حمد الغافري

*من رحمة الله تعالى وكرمه لهذه البشرية أن جعلها خليفته في أرضه وكرمها على جميع مخلوقاته من الدواب والشجر والجمادات.. بل سخر كل تلك المخلوقات لهذا الإنسان الضعيف البنية أمام باقي المخلوقات ولولا أن الله تعالى ميز هذا الإنسان بالعقل لتغلبت عليه أدنى المخلوقات التي هي اليوم مذلله له بقوة الله سبحانه وحكمته..*

*لقد هيأ الله سبحانه وتعالى الأرض للإنسان؛ فدحاها وأخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها وجعل فيها فجاجا سبلا كما زين سماءها الدنيا بمصابيح وجعلها علامات بها في ظلمات الليل يهتدون في البر والبحر والصحاري القفار، بل ذلل الأرض تذليلا لنمشي على مناكبها ونسعى في جنباتها،!وقدر لنا المولى فيها أرزاقنا وأخرج لنا من أرضه أقواتها وضمن لها خيراتها من بحرها وسمائها بل ومما تحت الثرى، وسخر لنا شمسها نجومها وجعلها حسبانا وفق نظام محكم لا يتغير ولا يتبدل بل وأنزل من مزنها ماء فراتا شرابا هنيئا وسلكه ينابيع في أرضه تسقي القاصي منها.. فهل نحن كبشر مدركون وهل بربنا معترفون وهل نحن له خاضعون عابدون؟؟*

*إن من سنن الله تعالى في كونه وأرضه أن يبتلي عباده بالخير والشر وهذا الخير أو ذاك الشر لا علاقة له بإيمان او كفر من يصيبه أو من يصرف عنه! فالكل معرض للخير والكل معرض للشر؛ فقد ابتلى الله تعالى خيرة عباده على مر الدهور بابتلاءات عظيمة ومنها الطاعون والاسقام الذي فتك بخيرة الخلق ولا يكاد يخرج نبي مرسل ويتبعه أقوام الا تبعهم الابتلاء من حيث لا يشعرون! فهذه قصص أنبياء الله تعالى واضحة للعيان وهذه قصة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه بينة في كتب السير..*
*كما ابتلى الله تعالى المؤمنين بخير النصر والتمكين وإقامة العدل حتى فاضت زكاتهم الى الطير.*

*أما معشر غير المؤمنين فكل هذا الابتلاءات يذوقونها (ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد)*

*والقارعة هي المهلكة والعذاب الشديد.. كما يبتليهم بخيرات الدنيا وأنهارها وخضرتها الدائمة وكأنما وجدوا جنتهم في دنياهم وما ذاك الا استدراج نعوذ بالله من مكره وبطشه..*

*وفي زماننا نرى ما حل في الكرة الأرضية من ابتلاء فهذا #الوباء #فيروس_كورونا نعوذ بالله من شره يعم العالم أجمع ولايستثني قطرا من أقطار الأرض الا دخله رغم كل الاحترازات ورغم كل الحراسات والقياسات. لماذا؟*
*نحن لا نجد جوابا لهذا السؤال الا بتعليق المشيئة والحكمة لموجد الوجود ولخالق الخلق سبحانه فهو كما قال عن نفسه: (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)*

*لكننا ربما نجد الجواب الشافي من خلال الاستقراء *والمماحصة..كما يلي/1. ما موقف البشرية من التنزيل الحكيم ومن رسالة السماء؟ هل ءامنت هذه البشرية بما أنزل الله؟ هل تعترف هذه البشرية برسلها هل تصدق برسالاتهم السماوية؟ هل تتدبر هذه البشرية ما نزل عليها من الحق؟ أم قست قلوبها وأعرضت عنه؟!*

*لقد تمادت البشرية كثيرا في مخالفة أوامر الله سبحانه بل ارتكبت جرما خطيرا قد يودي بهلاكها إن لم تتب وترجع إلى خالقها ألا وهو الاستهزاء بالوحي وبالرسل،، قال سبحانه: (ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون)!*

*إن الاستهزاء برسالات السماء من أكبر أسباب هلاك الأمم فاين حضارات الفراعنة واين ممالك القساوسة وأين قصور القياصرة وأين أبراج الاباطرة وأين جيوش أصحاب الرتب العسكرية؟؟!! لقد ذهبت كلها أدراج الرياح*
*لقد توحدت قوى الشرق والغرب على محاربة رسالة الإسلام تلك الرسالة الخاتمة التي ختم الله بها الرسالات السماوية والتي جعلها الله المنهج الذي يمكن للبشرية ان تعبد خالقها بمنهجه، ولكن عندما تغيرت الأهواء وتسلط الكارهون لما أنزل الله ألصقوا بها كل العيوب ووسموا أتباع الإسلام بالإرهاب والتخلف وسخروا حديدهم ونيرانهم لقتل كل الموحدين بل وسلطوا عليهم من يسومهم سوء العذاب، بل عطلوا الفكر السياسي للدين القويم وحكموا على رقاب الناس من لا يحكم بما أنزل الله، بل وضعوهم تحت مجهر رقابتهم ونصبوا عليهم زناد بنادقهم وفوهات مدافعهم وأجنحة طائراتهم وأقمارهم الصناعية بل وبوارجهم البحرية التي جعلت من بحار الخلق مياها دولية كي يجدوا مبررا لإبحارهم بلا حسيب ولا رقيب! بل هددوا بأسلحتهم النووية والفنوية الى كل من تسول لهم نفسه أن يوافق ضميره في اتباع أوامر الله جل في علاه*

*مع أن التنزيل الحكيم ما هو الا الوصفة الربانية لسعادة الإنسان وفلاحه في الدنبا وهو دليل المستخدم للإنسان لتسيير حياته للأفضل لكنهم عطلوه فكان الجزاء من جنس العمل (نسوا الله فنسيهم)*

*٢.البشرية ترمي الأخلاق وراء ظهرها وتحارب الحياء!.. إن ما نراه اليوم من سفور وعري وإخراج للمرأة من أنوثتها ونزع الحياء منها، بل وجعلها سلعة رخيصة في يد الفسقة والأوغاد وتعريض كرامتها لمخالب الوحوش كي تنهشها كل ذلك مدعاة لغضب الله تعالى فإن الله سبحانه أشد غيرة على حرماته من غيرة بني البشر على انفسهم* *لقد تفننت البشرية في هذا الجانب حتى احتارت العقول وذهلت كيف وصلت البشرية الى هذا الانحدار السحيق الذي قلب الموازين حتى ظن الناس بأن الباطل هو الحق!!*
*٣.مساندة الظلم والظالمين ومقاومة الفضيلة وطمس العدل*
*لقد انتشر الظلم العالمي تحت مسميات مختلفة وبدوافع متعددة منها بسط للهيمنة على الخلق ونهب الثروات فتم احتلال الأوطان لداع المصالح الدولية للقوى المختلفة وتم تغييب أبرياء كثر في السجون بغير محاكمات فذهبت أجيال خلف القضبان وسلبت أوطان وتشرد الولدان وكثر اللاجئون وتفرق المهاجرون قسرا عن بلدانهم بعد ان هدمت بيوتهم وعطلت مصالحهم ويتم أبناؤهم ورملة نساؤهم! كل ذلك والعالم يتفرج كأنما يشاهدون مسلسلات التسلية والفرح بلاضمير ولا حسيب*

*٤. تفشي المنكرات في العالم كشرب الخمر والرشوة واللهو والرقص والمجون وانتشر الربا والقمار؛ لقد أمسى الخمر مقدما على الموائد وفي أفخم الفنادق وفي بطون الطائرات المعلقة في الجو دون خجل من الله تعالى وهكذا تتبابع المعاصي التي توجب غضب الجبار سبحانه.. قال سبحانه (ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى) وهذا الذي نراه أليس غضبا من الله سبحانه أين المراقص وأين الحانات أين الفنادق وأين وأين*

*لا بد أن تدرك البشرية أن هذه الأرض هي مملكة الله تعالى ومكان تنزل منهجه، وإن كان ملوك الدنيا لا يقبلون مخالفة قوانينهم فلماذا نستخف بقوانين الملك الديان جل في علاه؟؟*

*لقد أرسل الله تعالى #كورونا ليذكر الناس انه موجود وأنه متابع لكل ما يحدثه الناس في مملكته..فأرسل إلينا بعضا من مخلوقاته ورغم حقارته وصغره إلا أنه فرق الجماعات وأرعب المجتمعات وأسكت المستكبرين وقهر المتجبرين وأسكت الحيوش الجرارة التي كانت تضرب المستضعفين واوقف كل حراك بشري وأصبح البعض يخشى حتى من مصافحة فلذة كبده.. فهل من معتبر وهل من متعظ وهل من مدكر؟؟*

*يبين الله تعالى ان محمدا مبعوث إلى الناس كافة وليس للعرب وحدهم لذلك وجب عليهم ان يتبعوه ويطيعوا أوامره قال سبحانه: ((قُلۡ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّی رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَیۡكُمۡ جَمِیعًا ٱلَّذِی لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۖ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ یُحۡیِۦ وَیُمِیتُۖ فَـَٔامِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِیِّ ٱلۡأُمِّیِّ ٱلَّذِی یُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَـٰتِهِۦ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ)) سورة الأعراف 158*
*ولم تكن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم للسيطرة على العباد ولا للتوسع في الأملاك والبلاد وإنما كانت رسالته اليهم رحمة بهم ليخرجهم من ظلمات الشرك والجور والفساد الى نور الهداية والتوحيد والعدل والصلاح، قال سبحانه: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” فمن يفرط في رحمة الله من!؟؟ فهلموا عباد الله إلى طاعة الله والإيمان به ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض.. ولا حول ولا قوة الا بالله.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights