كورونا والتحول الرقمي
بقلم :راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية
من رحم الشدائد يولد الخير وتظهر فواتح الأمور ومع أزمة كرونا كوفيد١٩ وما أتخذته السلطنة من تدابير احترازية من أجل التباعد المجتمعي وتقديم الخدمات عن بعد عبر مختلف البرامج الرقمية التي سُخرت لخدمة المؤسسات الحكومية والأهلية والشركات والجامعات وجميع المؤسسات التعليمية من أجل التواصل عن بعد وذلك لتسهيل الخدمات وإدارة الأعمال والتعليم عن بعد وغيرها من مختلف القطاعات الحيوية .
عمان الرقمية أنطلقت منذ فترة طويلة وبوابة عمان تقدم خدماتها للمؤسسات والمجتمع ولكن مع أزمة كورونا ظهرت حاجتنا الى استخدام التقنيات بشكل أوسع عبر تقديم مختلف الحلول للمستخدمين وإنجاز معاملاتهم بسهولة ويسر عبر نظام موسع يشمل معظم المعاملات اليومية التي يحتاجها إليها المواطن والمقيم والمستثمر من بيته أو مكتبه دون الحاجة إلى مراجعة الوزارات والمؤسسات الخدمية .
فما يحدث اليوم من توفير معظم المؤسسات والشركات حلولا رقمية للتعامل معها بشكل مباشرة ساهم في تخفيف العبيء على المواطن والمقيم في إنجاز معاملاتهم والتخفيف من نظام الصالات المغلقة والاكتظاظ البشري .
وكذلك ما قامت به الجامعات والمؤسسات التعليمية العليا من تحويل أنظمتها التعليمية من خلال التواصل المباشر مع الطالب بواسطة التقانة ساهم في استمرارية التعليم عن بعد .
فمن خلال الظروف الحالية والتي أنتجت الكثير من الأفكار والرؤى بات حريًا بالسلطنة تسهيل كافة الخدمات للمواطن من خلال التقانة مع وجود شبكة هاتف قوية تغطي معظم محافظات السلطنة وتوظيف الشبكة العالمية في خدمة وإنشاء مواقع متكاملة الأركان لجميع المؤسسات والشركات الخدمية لتقديم خدماتها عبر مواقعها بسهولة ويسر مع ضرورة تعريف المستخدمين بألية التواصل معها عن طريق الدعاية والإعلان وعرض خدماتها المختلفة .
فإذا ما طبق ذلك ستنتهي البيوقراطية من حياتنا اليومية وستنتهي الكثير من المعيقات للمراجعين لتلك المؤسسات وساعات الانتظار وقطع المسافات وهدر المال والوقت وسلاسة إنجاز المواضيع على الموظف والمراجعين لتلك المؤسسات .
إن ضرورة التحول الرقمي في جميع المؤسسات والشركات بالسلطنة بات حتمياً بالإضافة إلى أهمية وجود هذا التحول لسلاسة تقديم الخدمات حيث سيضاف إنجاز آخر للسلطنة مع فتح آفاق الاستثمار العالمي الخارجي وتقديم هذه الخدمات للمستثمر والمواطن خارج وطنه في التواصل مع مختلف المؤسسات والشركات من أي دولة من دول العالم وإنجاز معاملاتهم بسهولة ويسر كل ذلك يضيف رصيداً للسلطنة في سباق التقدم التقني والتكنولوجي .
إن توظيف التقانة يحتاج الى جهود جادة صادقة في بداية الأمر يتبعها راحة للمراجعين والمؤسسات ولو تم تجميع معظم هذه الخدمات في موقع متكامل واحد ستكون نتائجه مدهشة .
إنني أتمنى أن تتواصل الجهود من أجل جعل عمان في المرتبة الأولى عالمياً من حيث توظيف التقانة في جميع المجالات فعمان قطعت دورا كبيرا في ذلك ولم يبق إلا مواصلة العمل لمستقبل أفضل بإذن الله تعالى تحت قيادة واعية حكيمة يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله – وشعبٍ متعطش للعلم والمعرفة والابتكار والإنجاز لرقي وطنه وتقدم أمته .
حفظ الله عمان وقائدها وشعبها وبلاد المسلمين من كل الشرور وجنبهم الأوبئة والأسقام إن الله على كل شيءً قدير .
# سناو
السبت: ٢٣- ٨- ١٤٤١ هجري
الموافق : ١٨-٤-٢٠٢٠م