للأمور أوجه
فتحية الفجرية
كنا نعيش في رتم الحياة السريع ،في استعجال دائم ،ضجيج ،زحمة سير ،تراكمات ،إرهاق من شدة التركيز كنا نتمنى أن نحظى ب عزلة بعيدا عن العالم وجو العمل و الضغوطات المصاحبة له ،كنا دائما ما نؤجل بعض الأعمال بسبب ضيق الوقت والإنشغال الدائم لأننا في عصر الإلهاء الإلكتروني والتعقيد المنهك
، بما أننا الآن جميعا في مرحلة جديدة وبسبب التغييرات العالمية ،علينا أن ننتهز هذه الفرصة ونستثمر أنفسنا ووقتنا علينا العودة إلى دواخلنا إلى ذواتنا علينا العودة للهدوء للسكون في بيوتنا علينا أن نستعيد مواهبنا التي فطرنا عليها وبهجتنا ، علينا التحرر قليلا من العالم المتسارع الرتيب ، علينا مواكبة التغييرات فيقال لبعض الأمور أوجه ،نرى منها الشر و في باطنها الخير الكثير ، اجعلوا هذه الفرصة عودة إلى الذات.
يقول د /ديفيد هوكينز أن ” كل أزمة تحمل في طياتها بذرة تحول ،نهضة ،توسع ونقله في الوعي ،بالإضافة إلى السماح برحيل القديم وولادة الجديد .”
لذالك أجد أن الحجر المنزلي الذي شاءت الأقدار أن نكون فيه ماهو إلا نعمه من نعم الله علينا وفرصة لن تتكرر ، ، لأننا الآن بعيدا عن اي ملهيات و مشتتات خارجية توقف كل شي وسكن كل ما كان يلهينا عن الحياة الطبيعية التي جبلنا عليها ،توقفت التجمعات ،الأسواق ،دور السينما ،صالات الألعاب وغيرها من الأعمال .
يقول دويسوفيسكي أن ” العزلة زاوية صغيرة يقف فيها المرء أمام عقله .” لذالك نحن اليوم أمام فرصة ثمينة بعيدا جدا عن الروتين الممل والرتيب جدا ،بإمكاننا في هذا الوقت التخلي عن العادات السيئة ونستبدلها بعادات جيدة وإيجابية سواء على الجانب الصحي ، الفكري ، الوعي وغيرها من الجوانب ،نستبدل النمط الذي اعتدنا عليه بسبب اللهث وراء المال والأعمال ، علينا إعادة جدولة الأولويات والإهتمامات ، علينا إعادة صياغة أهدافنا ،أفكارنا ،
بهذه العزلة والتي أراها عزلة فاخرة ،علينا أن نستعيد سحر الحياة ،ونسترجع إحساس الدهشة الذي اختبرناه ذات يوم ،قبل أن يقيد العالم القاسي والبارد طبيعتنا البشرية .
” إن كان لكلامي قيمة فإن الوقت لايكون متأخرا أبدا ” .
اعمل يوجا في البيت أو جلسة تأمل ، غذي نفسك بالفن ، والكتب العظيمة والمحادثات الثرية والموسيقى الرائعة ،استمع لمحتوى سمعي فاخر فلدينا الكثير على مستوى الوطن العربي ،انضم إلى منصات ومواقع تقدم دورات وورش اون لاين ، دون امتنانك للحياة وللآخرين الذين قابلتهم يوما ما ،اسرد انجازاتك ،تجاربك وانتصاراتك .
وأخيرا أرجو أن ” تعود المسّاجد بكامل عنفَوانها,وتتعافى الأرضَ من هذا الوباء,وتعود الحّياة إلى زهوهاَ وإبتهاجّها♥ “️.