قائد عظيم من عُمان
خوله كامل الكردي
ربما لا يعرف العديد من الناس في وطننا العربي الكبير، قائد عظيم كالقائد والإمام ناصر بن مرشد اليعربي، الذي كان له دور بارز في توحيد مدن عدة في سلطنة عمان، وطرد المستعمر البرتغالي وبتاييد منقطع النظير من قبل العمانيين، فقد كان بمثابة القائد الفطن المتمسك بدينه، ودفاعه القوي عن العقيدة والوطن وذلك بالوقوف في وجه محاولات المستعمر لاستمالة الناس وترك عقيدتهم، لكن العمانيين بحبهم لدينهم واخلاصهم لارضهم، لم تفت تلك المحاولات في عضدهم ولم تنل أي استجابة منهم. وبفضل القائد ناصر بن مرشد اليعربي، الذي قطع الطريق على البرتغاليين للنيل من عقيدة المسلمين في عمان.
إن الإمام ناصر بن مرشد اليعربي، ليعد من القادة الذين كان لهم الفضل في حماية المسلمين في عمان وزنجبار ومناطق أخرى في الوطن العربي، فقد تناقل الناس اخبار قوته وشجاعته في صده لهجمات المستعمر البرتغالي، حتى أنه لبى استغاثة أهل زنجبار كي يخلصهم من حكم البرتغاليين وظلمهم، وبالفعل لم يتوان القائد المسلم العماني ناصر بن مرشد اليعربي عن تلبية نداء أهل زنجبار، فانتصر لهم وللاسلام في وقت كان فيه المسلمين في أشد الحاجة إلى أمثاله من الفرسان الأبطال.
لقد اتسع سلطان القائد ناصر بن مرشد اليعربي، وجعل اهل عمان يفدون عليه بطاعتهم، فانتظمت له الديار العمانية كلها وبعد أن توطدت الأمور الأمنية والسياسية، بدأ الإمام ناصر يعد العدة لمواجهة البرتغاليين، فحاصرهم في صحار ولما طال الحصار ، بنى قلعة مقابل القلعة البرتغالية، وشارك في بناءها سكان المناطق القريبة من صحار، فتمكن من إخضاعها في عام ١٦٤٣ ثم توجه إلى جلفار وطردهم منها. كما تحررت أيضا صور وقريات ولم يتبق للبرتغاليين عند وفاة الإمام إلا مسقط ومطرح وحصن في صحار (١).
فرحم الله الإمام ناصر بن مرشد اليعربي، واسكنه فسيح جناته، فقد كان بحق عنوانا للقائد المسلم الشجاع، الذي مثل حصنا منيعا للاسلام والمسلمين، وحقق إنجازات عظيمة يذكرها له التاريخ العماني والإسلامي بأحرف من نور، فهو يعد من الابطال العظماء الذين سطروا ملاحم خالدة لن ينساها له التاريخ مطلقاً.
(١)- الموسوعة العمانية، المجلد العاشر، شاكر، محمود (٢٠٠٠)، التاريخ الاسلامي، العهد العثماني، المكتب الاسلامي، بيروت، ط٤ ص٣٣٤.