2024
Adsense
قصص وروايات

“حنان و السجين”

“الجزء الثاني”

بقلم : بدرية السيابية

وأخيراً وصل من كانت تنتظره حنان فكان  طويل القامة بشرته حنطاوية اللون ، أنفه طويل وعيون نعاس كبيرة يمشي متثاقل الخطوات وجلس مسافة قصيرة من حنان من الجهة المقابلة على كرسي منفرد منكوس الراس فقالت حنان وفي صوتها رجفة لعل من الخوف أو لكونها لأول مرة يحدث معها هذا الموقف والتحدث مع سجين لا تعلم عن عالمه شيئا عالم مجهول خلف جدران البؤس والإحباط وقيد الحرية والعدالة .

قالت حنان : كيف حالك أعرفك بنفسي أنا حنان كاتبة قصص فتواجدي معك لهذا اليوم لتحكي لي قصتك وعن انتقالك من عالم الحرية لعالم القيود لعالم جديد عليك ، فقال : السجين : أفضل العيش هنا وأنا مرتاح بتواجدي بين هذه القضبان فأحكي لها عن همومي وهي صامته لا تجادلني وأنام بهدوء ولا أفكر في العالم الخارجي ،،،، استغربت حنان من رد السجين فقالت : لما كل هذا الكلام وكأنك كرهت الدنيا وما فيها ؟؟!!

قال السجين : أنا تعلمت من حياتي الكثير فكان كل ذنبي بأنني وثقت في أقرب الناس لي حتى وصلت إلى ما أنا فيه الآن فاستحق هذا العقاب منهم فالعدالة لا تحكم إلا بالأدلة والبراهين وأنا دليلي وشاهدي هو رب العالمين فالحمد لله على كل حال .

فردت حنان : ولكنك لم تقل لي ما هي تهمتك؟ فهنا صمت السجين قليلا وتنهد تنهيدة وكأنَّ السؤال يعيد له ماضيه  المزعج والمرعب في تسلسل الأحداث فقال : لا أستطيع البوح عن جريمتي فذكرت لك بالمختصر كانت الثقة ، فأصرت حنان عليه ليخبرها كل شي حتى اشتد غضبه عليها ونهض من كرسيه مسرعا نحوها واقترب أكثر منها قائلا وبصوت عالي : ألا تذكريني يا حنان من أنا وكيف كانت حياتي سابقاً حين كان عمري ثمانية عشر ألا تذكري قاربنا الخشبي الصغير ألا تذكري كيف جرحتي نفسك أثناء مطاردة الأرانب في البرية وأنا متأكد ما زال الجرح باقيا كعلامة في رجلك اليمنى ، ألا تذكري كيف وصلت إلى هذا المكان من أين أبدأ لك يا حنان يا كاتبة القصص ؟؟ .

ظل السجين يتكلم بدون توقف حتى ركع على ركبيته متوسلاً أن تتركه بحاله ولا تسأله أسئلة تفتح عليه أبواب قد غلقت بأحكام مطوية بمفتاح ماضي مؤلم .

وقفت حنان مصدومة وكأنَّ عجلة الزمن تعود بها للخلف وتردد بصوت يكاد ينسمع أيعقل هذا وليد صديق طفولتي وجارنا منذ عشرين عاما لالا هذا مستحيل دارت بها الدنيا وجمعهم القدر معا بظروف مختلفة فتذكرت بأن وليد قد سجن بسببها فقد اتهم بقتل جارهم عندما حاول التحرش بحنان وهي بسن المراهقة وكان عمر وليد ثمانية عشر وانسجن حتى تنفيذ حكم الإعدام أو الإعفاء عنه من قبل أهل القتيل .

بكت حنان بكاءً شديداً وخرجت من الغرفة مسرعة نحو سيارتها
وأحست بذنب فهي لم تقف معه ورحلت هي وعائلتها لمنطقة بعيدة  تاركةً وراءها من ضحَّى بنفسه وأنقذ شرفها تركته يحمل الألم لوحده ،،،،، فهل هناك من عذر لحنان عندما تركت وليد في محنته؟؟ ……..

هذا ماسنعرفه في الجزء الثالث والأخير بإذن الله .. فتابعونا في ذلك الجزء .

ملاحظة : القصة والشخصيات من نسج الخيال

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights