#بوح
قيس بن سالم الفارسي.
عندما أنظر إلى مرآتي، دائما ما أتأمل الشخص الذي أراه أمامي، أشعر بأن الوحدة تكسو روحي، أشعر بأن قطار الحياة يمضي على عجل، والحياة القصيرة جدا، ممتلئة بكل الأشياء، فارغة من وجودي، هي كل ما أنظر إليه في مرآتي، أمشي بهدوءٍ على هذي البصيرة، وكأنني في صحراء قاحلة، وحيدا كالقمر، لا أدري ما الذي أتى بي إلى هذه البقعة، من الأرض كلها، أحاول مرارا أن أمضي في طريقي إلى القرى كلها، ولكنني أشعر وكأنني في دوامة من الفراغ، ها أنا الآن أُحاوِلُ أن أتقبل حقيقتي حقا، أنا أمضي في الفراغ الهائل جدا..
لم أعد أعرف نفسي
من أنا؟
ومن أكون؟
تارة أشعُرُ بأنني صحراء قاحلة فارغة من الحياة، وتارة أشعُرُ بأنني فضاء واسع في الأفق.
لطالما كُنتُ أطرح التساؤلات، وتظل الأجوبة حبيسة الأدراج، قد يظن العالم بأنهُ يفهمني، يفهم تقلباتي، قد يظنون بأنني كتاب مفتوح يجيدون قراءته، لكنهم قطعا لا يفهموني، ولن يفهموني.
تقمصتُ شخصيات عديدة لأُسعِدَ من حولي، مثلتُ كثيرا أنني بِخير، ضحكتُ مع الجميع، وبكيتُ معهم، وأصبحتُ لهم أرضا خصبة يزرعون فيها أفراحهم وأتراحهم، وعندما يرفلون في ديابيج الرخاء ينقسمون إلى قسمين، منهم من يبقى وفيا، ومنهم من يرمي قنبلة الرحيل دون أدنى اكتراث.
عندما أعودُ إلى نفسي تُرهق كاهل روحي التساؤلات، من أنا يا ترى؟
أشعُرُ بأن الكون مليء بكل الأشياء وفارغ من وجودي، أشعُرُ بأنني حديقة أذبلت أزهارها الأيام.
قررتُ ذات مرة أن أبحث عن صديق يحتضن روحي، ينتشلها من غياهِب الغرق، فوجدتُ في الصمت والوحدة ملاذا آمنا بعيدا عن ضجيج الحياة.