نداءٌ عاجل: “أَغْلِقُوا الأَبْوَابَ عَلَى كُوُرُونَا؛ فَزَحْفُهُ قَاتِل”
خليفة بن سليمان المياحي
ها هو كورونا يزحف إلينا ولا يُبالي، ولكن قدرتنا وتحدينا للصعاب وقبل كل شيء ثقتنا في المولى عز وجل كبيرة جدًا، فهو القادر على دفع البلاء عنا، وكذلك نثمن الجهود المبذولة من قبل الحكومة وكافة الأجهزة ذات العلاقة، كما أنه من جانبنا لا يجب بأي حال من الأحوال أن نُبدي ( لكورونا التهاون )؛ فهو خصم شرس وعنيد، يكفي أنه عزل العالم فأوقف المطارات والموانئ، وشلَّ حركة السير لمختلف الوسائل في كل مكان
وأوقف الحركة في كل بقعة من الأرض حتى الحرم المكي لم يسلم من تأثيره لتوقف الطواف بالبيت الحرام وتأجل أداء مناسك العمرة وزيارة العرصات المقدسة، وأغلقت دور العبادة عامة، وها نحن امتنعنا عن تأدية ثاني ركن من أركان الإسلام في الجوامع والمساجد ( الصلاة )
وألزمنا أنفسنا البقاء في البيت ولا نبرحه إلا للضرورة، وأُعفي الموظفين عن ممارسة العمل في مواقع عملهم إلا عند الضرورة، ووصل الحال أن مُنعت التنقلات بين المحافظات وعُزلت ولاية مطرح صحيًا عن بقية محافظات السلطنة، كل هذا ولا زال كورونا ينخر العباد ويقطع الكباد ويصرع الرجال دون شفقةٍ لشيخ كبير ولا رحمة لطفلٍ صغير.
وها هي إيطاليا تُودع كل يوم المئات من سُكانها، حتى أُرهقت المؤسسات الصحية فيها، وهكذا الحال في عدد من الدول وليس جمهورية إيران الإسلامية عنا ببعيد، بحكم موقعها الجغرافي؛ فلقد فقدت الآلاف حتى الآن، وما كنتُ لأسترسل في الحديث عن المآسي إلا بهدف أخذ العبرة والحذر وللوقاية من الشر، ولكي نضع نُصب أعيننا أن الخطر كبير، وأن المشكلة في تزايد مستمر، ولا يجب أن نجامل أو نتحدث بعكس الواقع؛ فوطننا عُمان غالٍ علينا جميعًا وأُسرنا ومجتمعنا لا يجب أن نفرّط فيهم مهما كلّف الأمر.
وها هي السلطنة كل يوم تسجل عددا إضافيا في الإصابات بالمرض، حيث سجّلت وزارة الصحة اليوم 21 حالة جديدة بفيروس كورونا ليصبح العدد الكُلي للإصابات المسجلة بالسلطنة 231 حالة، وتُوفي بالأمس مواطن بسبب المرض، وبهذا فإن عدد المصابين ليس قليلًا مقارنة بكل الاحترازات والإجراءات الوقائية التي كانت ولا زالت تُنفّذ في البلاد.
إن هذا المرض يزهقُ الأرواح، ويعطل الأعمال، ويُضعف الاقتصاد على مستوى الدولة والفرد، وما نسمعه من تصريحات المسؤولين يُؤكد لنا خطورة الموقف ويدعونا جميعًا للحرص التام وعدم إتاحة الفرصة لهذا المرض بالانتشار، وإلا فإن الوضع سيكون مأساويًا وتزداد الصعوبة على أجهزة الدولة والكوادر الطبية العاملة في التغلب عليه، لكنّ البقاء في البيت واتباع التعليمات الصحية هي الوسيلة الناجحة وهي الطريقة التي تصل بنا إلى برِّ الأمان؛ فلنقف صفًّا واحدًا مع حكومتنا الرشيدة، ولنتعاون جميعًا لمصلحة وطننا العزيز حفظًا لأرواحنا..
وأخيرًا،
دُمْتُمْ فِي حِفْظِ اللهِ وَرِعَايَتِه