أمام قدرة الله انكشف العالم اجمع
بقلم : راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية
قال تعالى :(( يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)) (16)
بهذه الآيات الكريمة من سورة غافر بدت الدنيا اليوم كأهوال يوم القيامة لم يبق شيء فيها إلا الله عز وجل صاحب الملك الحقيقي لكل ذرة من ذرات الكون .
وأنا أتابع الأحداث اليومية لهذه الجائحة الكونية عبر الصور والمقاطع التي ترد من مختلف دول العالم رأيت آيات الله في خلقه وهالتني المناظر التي يشيب لها الولدان فرائحة الموت في كل مكان فمن مدن لا تنام الليل ولا النهار أصبحت اليوم مدن أشباح وأمم وصلت من التقدم الذي نراه إلى الإغترار بنفسها بأنها ستحكم العالم فسقطت وجبابرة ارتكبوا المظالم والفجور في بقاع الأرض فاستسلموا لأمر الله ومعاصيً أزكة الأنوف من نتنها وعظيم أمرها تبخرة في لحظات .
كل ذلك بسبب فيروس لا يرى بالعين المجردة كشف كل ذلك التمدن المنشود وكشف الإجتراء الذي وصل إليه الإنسان على ربه حتى أرداه الله ضعيفاً مفتقراً لا حول ولا قوة له إلا بالله ولا منقذ له إلا الله .
قدرة الله كشفت كم أن البشرية جمعاء بأرضها وتقدمها وعلمها الذي بلغت به آفاق المعرفة البسيطة من علم الله الذي هيئه للإنسان بأنها لا تسوى جناح بعوضه أمام قدرته وعظيم ملكه حتى أتاها أمره بين ليلة وضحاها فلا ملكوت إلا لله ( إنا لله إنا لله وإنا إليه راجعون)
اليوم تحملنا الأنفس المريضة بداء الغفلة والتكبر إلى العبرة مما يحدث حولنا من انتشار هذا المرض الخبيث فلا نجد علوم الأرض كلها منقذاً لنا سوى رحمة الله العظيم القهار التي يجب أن يسعى إليها كل مؤمن فطن في هذه المحنة العظيمة .
قال تعالى :
۞ وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)
فلقد انكشفت هشاشة هذا العالم وقلة حيلته أمام الله عز وجل وأصبح الإنسان في بقاع الأرض يبحث عن مخرج لحل هذه الأزمة والخروج منها بأقل الخسائر البشرية والنفسية والإقتصادية بعد أن تهاوى كل شيء ولنجد في غلق كل أماكن الفجور والمعاصي وعادات إقترافها من أجل فيروس لا يرى بالعين المجردة عبرة وآية لمن لم يعتبر ففروا إلى الله فلقد إنكشف العالم أمام قدرة الله وتدبيره لكونه .
قال تعالى :
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (41)
هنا كمن الداء والتوبة إلى الله والرجوع إليه هو الدواء .
هكذا يجب أن نكون فقد ظهر الظلم وظهرت الفواحش وظهر الإلحاد وظهرت الرشوة وظهر الفجور وظهرت المعاصي جهاراً نهارا بلا حياء ولا خشية ولا خوف من الله فماذا نرتجي من الله وماذا نرتجي لآنفسنا من غفلتنا التي أنستنا كل شيء فلم تنفع الأمم أموالها ولا أولادها في هذه المحنة بعد أن إستسلمت طوعاً أو كرهاً لمقدرة الله فقد إنكشفت قدرتها وضعفها وهوانها أمام الله فلا منجى سوى إليه ولا كاشف هذا البلاء إلى الله.
ذهبت كل الإتجاهات الديموقراطية والليبرالية والملكية والشيوعية ووووو
في إتقاء هذا المرسل من الله .
اليوم يجب أن يعيد الإنسان حساباته في تعاملاته في هذا الكون فلا حسد ولا ظلم ولا فجور ولا عصيان ولا طغيان ولا معاصي. ولا تكبر ولا تغافل
فلا سبيل سوى العودة إلى الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فسنة الله في كونه ماضيةً بإعمارها بالأعمال الصالحة الزكية وترك كل أتون الخبائث والمعاصي والأثام وستعود الأرض بإذن بارئها خضراء مزهرة يانعة فلقد إنكشفت حيلة بني أدم أمام ربه .
قال تعالى :
{ سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد للّه رب العالمين} )
فالحمد لله على ابتلائه لأن فيه رحمة للعباد ففي ظاهره عذاب وبداخله بإذن الله الخير الكثير لعباده الصالحين .
اليوم نقف جميعاً رافعين أكف الضراعة لله أن يرفع هذا الإبتلاء وهذا الكرب والرجز عن بلادنا وبلاد المسلمين وعن عباده أجمعين وأن يتقبل توبتنا وأوبتنا إليه وأن يعيدنا إلى رحابه طاهرين .
والحمد لله رب العالمين .
# سناو
٢-٤-٢٠٢٠ م