إلهام السيابية
تأملت حنان وجه أخيها الحزين المصفر وهو يحادثها عن طريق الاتصال المباشر انقبض قلبها، سألته هلأانت بخير؟؟
أنا بخير لا تخافي، أخوكِ وحش. وقام بحركة بشفتيه وكأنه أسد يزأر بكل قوة، إلا أنه نسي أنها أخته ولو باعدتهم المسافات، تعرفه من نظرته، من بسمته ، تبدو ضعيفا؟؟
إنه الشوق إليكم أيتها الغالية؟ هل الجميع بخير؟؟
أحست بخوفه وقلقه فأجابتة بابتسامة صادقة : كلنا ولله الحمد بخير لا ينقصنا غير وجودك بيننا.
_ قريبا إن شاء الله.
خالد أخاها الصغير رغم أنه الآن غدا رجلا ومسؤول عن عائلة خاصة به إلا أنه مايزال في نظري الصغير المدلل المشاكس ، ورغم طيبته إلا أنه كان مثيرا للمشاكل منذ صغره، يحب الحشرات ويتفنن في كيفيك تجميعها وتفكيكها و القضاء عليها.
في يوم كانت تجلس بجانبه في ساحه اللعب رأته يحضر زجاجته التي يجمع فيها الكثير من حشرات النمل الأحمر الصغير وأضاف إليه القليل من السكر وقبل أن يغلق الزجاجة احضر مجموعة أخرى من النمل الأسود وأغلق الزجاجة بأحكام ووضعها أمامه وهو في قمة السعادة كأنه يشاهد فلما على شاشة تلفاز أو سينما مرئية فيراقب من سينتصر، من سيقضي على الآخر النمل الأحمر أم الأسود. كانت دائما تسأل نفسها : هل هو مجنون؟؟
ولكنه استغل النمل ووضعها على فراش زوج أمه قبل أن يأوي للنوم، فكانت ليلة طويلة، لم تخلو من الصراخ.
لم تتفاجأ بطلب مدير المدرسة بلقاء ولي الأمر ويبدو أن الأمر خطير فقد هدد بفصله نهائيا إذا لم يحضر أي شخص مسؤول عنه، وذهبت أمي وأختي ولم تصدق أمي ماسمعته، لقد قام بضرب أستاذه في آخر اليوم الدراسي، واستطاعت أن تبعده عن الفصل من الامتحان واكتفت بأن يبقى في البيت لوقت الامتحان حرصا على مشاعر الأستاذ وهيبته كمدرس أمام تلاميذه. لم تفهم أمه شخصيته الغريبة الباحث عن المشاكل، تسلل يوما لشجرة كبيرة في بيتهم كان بها عش لأحد الغربان ولكنه ما إن وصل عنده حتى سقط العش للأسفل وبه بيوض مفقوسة إلا أنها لم تنجو من السقطة القوية، وبات خالد حبيس البيت على إثرها، فبمجرد خروجه على دراجته، يتبعه مجموعة من الغربان تحيط به وتنقر رأسه، وظل شهرا على هذا الحال إلى أن هاجرت الغربان بعيدا لسوء الأحوال الجوية. وكبر خالد ورغم ابتسامته وطرافته وطيبته التي يحبه الجميع عليها ولكن لا يجتمع معه اثنان في مكان واحد باحتمالية أن تثار زوبعة من لا شيء وبدون أن يفعل شيء أو يقول شيء كيف؟؟ هبة من الله مثال : اثنان يتسابقان في لعبة إلكترونية فيفوز أحدهما وهذا شيء طبيعي، إلا أنه يبدأ بالسؤال؟ كيف استطعت التغلب عليه رغم إنك لا تعرف أي شي عن اللعب.
فيقول الآخر: بالغش.
وهنا يبدأ الشجار وتحدث المشكلة بين الاثنين. مجرد سؤال استفسار استنفار استحقار،،، الخ قل ماتريد هيه موهبة يستطيع أن يغضبك وأن يمتص ذلك الغضب في لحظة، فوجهه لا يعبر أبدا عما بداخله حتى وإن كان سعيدا، حزينا، غاضبا، لا أحد يعرف ماتكنه دواخل نفسه، ولكن رغم كل شيء تحبه فهو سيظل للأبد أخاها الصغير.
