التباعد المجتمعي حائط الأمان لعمان

بقلم :راشد بن حميد الراشدي

عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

بقلوب وجلة وأفئدة صامتة ذاكرة لله في هذه المحنة الوطنية التي حلت بالوطن
وهذا الوباء الذي اجتاح العالم بأسره حيث تتكاتف الجهود وتتعاضد من أجل عمان وأبنائها ومن يعيش فيها ومن أجل مرور هذه الغمة بسلام على بلاد السلام .
اهتمام سامي‏ كبير بهذه الجائحة من لدن جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد – حفظه الله – ومتابعة يومية من اللجنة العليا المشكلة للحد من انتشار فيروس كرونا كوفيد ١٩ يتبع كل ذلك جهود حثيثة من كل اللجان والجهات المشكلة للتعامل مع هذا الحدث كل ٌفي مجاله .
الأوامر والتدابير الاحترازية نفذت بمراحل مختلفة لنجاح الحد من تأثيرات هذا المرض والتطبيق على الواقع تم بسلاسة وانتظام في كل ما تم الإعلان عنه حيث انتقلت السلطنة من مرحلة لأخرى واليوم جاء الحسم والجد والإجتهاد لننقل السلطنة من مرحلة الإنتشار إلى مرحلة الإنحسار بجهودكم جميعاً .
اليوم يجب علينا عدم التهاون والإستهتار والتغافل عن تعليمات اللجان العاملة والنصائح التي تبث ليل نهار فنحن لسنا في إجازة سنوية أو موسمية نحن في إجازة إجبارية قصرية كي نحمي أبنائنا وأبائنا وأمهاتنا وأطفالنا وأنفسنا من خطر تفشي هذا الوباء ونحافظ على عمان الحبيبة خاليةً منه .
اللقاءات والرحلات الجماعية والزيارات والسمر بين الأخلاء والولائم الأسرية والخروج من البيت لغير الضرورة وغيرها من العادات اليومية يجب تركها ويجب الالتفات لصوت العقل والمنطق لكي لا نقع فيما لا بحمد عقباه .
التباعد المجتمعي والعزل والحجر المنزلي كلها أوصى بها ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال إنتشار الأوبئة كي لا تفتك بالمجتمع فيصير ضعيفاً
ومع هذا النهج النبوي الشريف يجب أن يعي كل مواطن دوره في ذلك وفي لم شمل أسرته والخوف عليها من خلال التزام كل إنسان ببيته خلال الأسابيع القادمة وعدم الخروج الا للضرورة القصوى وكذلك وقف كل أشكال الزيارات بين الأسر القريبة ووقف زيارات الأخلاء والأصدقاء وكل أشكال التجمع الأسري والأخوي حتى تنكشف هذه الغمة التي أحاطت بالعالم وتفشت فيه وقانا الله من شرها وضرها .
نعم الكل مسئول اليوم بأخذ الأسباب والمناصحة فيما بيننا في ذلك الأمر فليس بهين ما يحدث حولنا .
كل واحد مأثوم فيما يفعله اذا استهتر بالأمر وكان سببًا في نشر الوباء وإيذاء مجتمعه وأسرته .
اليوم تقطع عمان شوطاً في مجابهة المرض والحد من انتشاره والتي نأمل خلالها من الله العلي القدير اللطف بعباده ورفع هذا الوباء عن بلادنا وبلاد المسلمين وفق وعي مجتمعي كامل بأهمية التباعد المجتمعي وتطبيقه تطبيقاً تامً بالتزام الجميع بهذا الأمر والإمتثال للتعليمات السليمة لدرء الوباء والحد من أثاره .
فألف تحية شكراً وتقدير لحضرة صاحب ‏الجلاله السلطان هيثم بن طارق آل سعيد -أبقاه الله – وإلى اللجنة العليا للحد من انتشار فيروس كرونا كوفيد 19. وإلى جميع العاملين في مختلف القطاعات المتعلقة بهذا المرض من كوادر طبية وإدارية وأمنية .
ومع التباعد المجتمعي سنحمي عمان بإذن الله وبالتزامكم سيتحقق المأمول .
حفظ الله عمان وسلطانها وشعبها وسائر بلاد المسلمين فالوطن غالي ونفيس وطهارة الوطن من أدران كوفيد ١٩ أمانةٌ في أعناقكم فكونوا على الوعد والعهد رجالاً صادقين .
# سناو
٣١-٣-٢٠٢٠ م