فتحية الفجرية
في زمن بلغ فيه الترفه مابلغ ووصولنا حد التخمة نسينا ما خلقنا لأجله ،أخلينا بموازين الكون ،تسببنا في الكثير من المخاطر الطبيعية ،لا نعلم الأسباب الغيبية لكورونا لذلك حلل البعض أنه عقوبة للصين بسبب ما أقدموا على فعله بالمسلمين وقيل أنه مؤامرة سياسية ،بعضهم قال أنها خدعة اقتصادية ضد أعظم الدول والبعض يقول أنها نهاية العالم هي تحليلات ولا نعلم الأكيد منها !!
أحداث مخيفة ..هلع ..هستيرية عالمية حول المرض، أرقام الإصابات والوفيات مخيفة …مشاهد مهيبة تنطق بوضوح أن الإنسان ضعيف مهما بلغ من القوة والجبروت ، كورونا وضعنا جميعا في حجمنا الطبيعي تحت رحمة الله .
البداية كانت في الصين مدينة ” ووهان ” بؤرة انتشار الفيروس ،تم تعليق الأعمال ، توقفت جميع وسائل الشحن والنقل و قطارات الأنفاق ، السكك الحديدية ،الرحلات الجوية والعبارات كذلك ،عزلت مدينة بأكملها عن العالم، تحولت المدينة التي كانت تعج بالحياة إلى مدينة أشباح .
كورونا تجاوز حاجز اللغات والأديان والدول والحدود، وأخذ بالانتقال للبشرية ، وجاب العالم ولم يفرق بين أحد ،علقت الدراسة ، أغلقت بيوت الرحمن وصد الحرم المكي ولسان حال الأئمة يقول : ” ألا صلوا في رحالكم ” خشعت قلوبنا واغرورقت أعيننا بالدموع، مؤلمة حقا لأنها ولأول مرة تنطق على مسامعنا ونعي هيبة الأمر ووقعه علينا يقول الشاعر زاهر السابقي :
” في ذمةٍ اللهِ! بيتُ اللهِ قد وُصِدا
فأينَ نلجأُ… لا بيتًا ولا بلَدا؟
ضاقتْ بنا رحَبَاتُ الكون واختنقتْ
أرواحنا، واحترقنا في الضياعِ صدى
موتٌ هو الفقدُ، والأوجاعُ عاصفةٌ
فكيفَ يخترقُ الأوجاعَ من فقدا!
لا حُزنَ بعد اغترابِ الروحِ عن وطنٍ
يرعى بهِ اللهُ من صلّى ومن سجدا! ”
”
إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم ارحم الأمة وأرفع الغمة..
سعار عالمي في متابعة تطورات الفيروس والبحث عن أعراضه وكيفية الوقاية منه ، إذا أتيت إلى إحصاء الأرقام في جميع الدول لن يسعني هذا المقال لذكر جميع الدول ولأن الجميع يترقب ويتابع النشرات والقنوات الإخبارية عبر الشاشات والسوشل ميديا لكنني أرغب هنا إلى ذكر بعض الخسائر البشرية والاقتصادية ذكر أن :
إيطاليا ،سجلت 1000حالة وفاة خلال 24ساعه لتكون أعلى حصيلة وفاة، ليصل إجمالي الوفيات فيها 9.134
الولايات المتحدة الأمريكية 600حالة وفاة و50 ألف إصابة.
إحصائيات تثير القلق والذعر والأعداد في ازدياد،نتائج كارثية نسأل الله اللطف .
بريطانيا إصابة وزير الصحة البريطاني ” مات هانكوك” بالفايروس بعد وقت قليل من إصابة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ويذكر الرئيس بكل وضوح وشفافية أن الرقم الحقيقي للإصابات ربما يكون أعلى بكثير ، ويعد أنها أسوأ كارثة للصحة العامة
.(SKY NEWS)
الهند تأمر أكثر من مليار و700مليون نسمة بالبقاء في منازلهم وتبدأ أكبر حظر تجوال في تاريخ البشرية،
فرنسا أطلقت 1600سجين .
في هولندا:يتم التخلص يوميا من ملايين الزهور مع تراجع الطلب العالمي عليها ،تقديرات تتحدث عن خسارة تتراوح بين 70 إلى 80 % من الإنتاج .
في سلطنتنا الحبيبة عمان السلام تتكاثف الجهود للحد من إنتشار هذا الفايروس ،حيث أمر جلالة السلطان هيثم بن طارق أيده الله بتشكيل لجنة عليا تعنى بالبحث في آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا “كوفيد19”.
كذلك إنشاء حساب لصندوق وقفي لدعم الخدمات الطبية لمكافحة فيروس كورونا “كوفيد 19″.
وهنا شكر وامتنان عظيم لسلطان البلاد هيثم بن طارق حفظه الله على مابذل وقدم من عطاء سخي بالتبرع من ماله الخاص من أجل مواجهة هذا الوباء، وشكرا عميقا لخط المواجهة الأول في المستشفيات الحكومية والخاصة ،وشكر عظيم للمواطنين والشركات وغيرهم من قدم تبرعات سخية تكاتفا من أجل هذا الوطن العزيز ف لله دركم .
تم إغلاق كافة المؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة ،كما تم إغلاق كافة الجوامع والمساجد وعدم فتحها إلا لرفع الأذان ،
كما دعوة الجميع إلى العزل المنزلي”الحجر المنزلي” والالتزام بالإجراءات الوقائية .
روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه خرج إلى بلاد الشام ،لقيه أبو عبيدة الجراح على مشارفها فقال إن البلاء حل بها ،فأمر الفاروق من معه بالرجوع
فقال له أبو عبيدة:
أفراراً من قدر اللَّه؟
ليرد عليه عمر:
نعم .. نفر من قدر اللَّه إلى قدر اللَّه ، عليه فإنه علينا الأخذ بالأسباب والتدابير الوقائية لتفادي هذا الفايروس وحماية أنفسنا وأحبتنا .
أخيرا ، “اللهم فجرا من الفرج تنقشع به هذه الغمة وتضاء به مصابيح مساجد الأمة ،اللهم عفوا منك ورضا وعافية .
