2024
Adsense
مقالات صحفية

الموهبة ،،،،، ثروة متى ستستغل؟

هلال بن حميد المقبالي

من المتعارف عليه، والمعروف أن الثروة الحقيقية لأي دولة من الدول أو مجتمع من المجتمعات هي الموارد البشرية (الإنسان) المنتجة والصحية، وقد أولت الحكومات الاهتمام بفئة الشباب لأنهم مصدر الإلهام والطموح، والابتكار ، و مواكبة التقدم النهضوي في مختلف المجالات ، و سلطنة عُمان من هذه الدول التي تهتم بالشباب ، وتطويرهم و تنميتهم من خلال توفير المدارس والجامعات وبأحدث المناهج، والتقنيات من أجل النهوض بهم لرقي الوطن وبناءه تنمويا واقتصادياً ، من خلال شباب متسلح بالعلم والمعرفة، وبالرغم من هذا الاهتمام إلا إن أمر ما استوقفني ، جعلني أكتب حول هذا الموضوع “الموهبة ثروة متى ستستغل؟ “.

كنت من الحضور في حفل تدشين مبادرة موهوب والتي تبناها مركز الرباط للمبادرات والمسؤولية المجتمعية، وذلك يوم السبت الموافق 7/3/2020‪ م
ومما استوقفني لاكتب هذا المقال هو
محاضرة ألقاها الأستاذ أحمد البوسعيدي
بعنوان “الموهوبين وكيفية التعامل معهم”،
ولكي تكتمل المعلومة لابد من طرح الأسئلة وكان سؤالي للأستاذ أحمد، ما هي الجهة التي تهتم بالموهوبين والمبدعين في السلطنه؟
فأجاب للأسف الشديد لا يوجد على مستوى السلطنه مركز أو جهة مركزية لاحتواء بهذه الفئة النادرة، – بالرغم من وجود مراكز بمسميات مختلفة في جميع دول الخليج العربية – و تهتم بهذه الفئة من الناشئة، والبحث عنهم لتنميتهم وبنائهم للمستقبل، مضيفاً قد يكون الاهتمام من قبل الجامعات و الكليات إذا حالف الموهوب الحظ لدخول هذه الهيئات التدريسية، وما زالت الموهبة باقية عنده و لم تتلاشى.

و هنا التساؤل البديهي ألا توجد بين أبناء السلطنة من هو موهوب فعلاً وذو قدرات خارقة ؟ لكي يعامل معاملة خاصة.!!! من البداية والاهتمام به وتطوير قدراته .

ولماذا السلطنة رغم اهتمامها بفئة الشباب في مجالات شتى، لم توجد مركزاً أو جهة تهتم بفئة الموهوبين؟.
علماً بأن الموهوبين والمتفوقون، والذين يشكلون فقط مانسبته 2 _ 5 ٪ من اجمالي عدد السكان ، يعتبرون رأس مال الثروة البشرية، و لأهمية هذه الفئة قامت الدول بالكشف عنهم، ومتابعتهم، ورعايةالمتوفين ، و من لديهم تفكير ابتكاري، من صغرهم وذلك بهدف تطويرهم والعناية بهم، وتحقيق أفضل الوسائل البيئية الممكنة لاستثمار تفوقهم لأنهم بناة المستقبل ، وهم السبيل إلى نماء ورقي وتطور المحتمع في جميع المجالات العلمية والتقنية والإنتاجية والخدمية ، وعليهم تراهن المجتمعات والدول في سباقها للحاق بركب التطور، في عصر أصبح يمثل امتلاك التقنية فيه جوهر الصراع والمنافسة الوجودية.

ولا يقتصر الأمر الاهتمام بالموهوب على الحكومة إنما يكون من قبل الأسرة، مروراً بالمجتمع، والبيئة المدرسية، ولكن على الحكومة أن توجه وترشد وتتابع، للنهوض بهذه الفئة، وفتح مراكز لاحتواء هذه الثروة الإلهية النادرة، واستغلالها وتطويرها وتوفير لها كل ما تحتاجه لتنمية وصقل الموهبة.

ربما يتسائل القارئ الكريم ماهي الموهبة التي تناولها المقال؟
الموهبة هي مجموعة من القدرات الذهنية، والأدائيّة التي يمتلكها شخص ما دون غيره، بحيث تُمكّنه من التميّز والتفوّق في مجال ما، أو عدة مجالات،
ويتفاوت مستوى الموهبة بين فئة الموهوبين فمنهم الأذكياء، والمتفوّقون، والعباقرة، وهناك عدة طرق وأساليب لمعرفة الموهوب وأيضا هناك طرق وأساليب لتعامل مع هذه الفئة ، لا استطيع التطرق لها عبر هذا المقال البسيط، ويمكن للقارئ متابعتها من خلال عدة مراجع تهتم بهذا الجانب.

وختاماً.. أصبح من الضروريات الاهتمام بهذه الفئة النادره لأنها ثمرات يانعة في التنمية المستدامة، وتستحق العناء لأنهم الاستثمار الأفضل و الأمثل، و الوطن بحاجة ماسة إلى هذه الفئة من الموهوبين، و إذا لم نهتم بالموهبة فإنها سوف تضمحل، وقد تتلاشى وتزول ويصبح صاحبها مثيلاً لغيره، شخص عادي، ويفقد بذلك المجتمع والوطن المنحة الإلهية التي قدمت لهم لاستثمارها ولم يحسنوا استغلالها.
فمتى سنرى مركزاً لرعاية الموهوبين في السلطنه؟..

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights