“هل من مجيب؟ “
بدرية السيابية
يوم جديد مفعم بالتفاؤل والتوكل على رب العباد ، انتظر صديقة دربي لنكمل مشوارنا في بعض الأعمال الموكلة إلينا وهو عملا نبيلا يسعد به الآخرين وترتسم البسمة على وجه كل من ينتظر الفرج من الله أولاً ثم من عباده الصالحين ، فعملنا ولله الحمد عملاً تطوعياً نجتهد فيه بفرح واعتزاز ونية صادقة نابعة من قلوبٍ تحمل بداخلها ضميراً تتفاخر به وتعلن من خلاله عن رفع راية السلام .
أولى زياراتي أنا وصديقتي في القرى والمناطق المجاورة وكلي أمل بأن نقدم ولو الشي البسيط لهذه الأسر توكلنا على الله ودخلنا أولاً منزل مسجل على قائمةٍ أُعدت مسبقاً ، فكانت أولى كلماتي لدخول أي مكان أذهب إليه ،، بسم الله وماشاء الله ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم بعد السلام والتحية لأهل البيت واستقبالنا في “المجلس” المتواضع والأثاث ذات الألوان المتعرجة رفعت بصري على سقف قد أهلكته السنوات، إذ أكل وشرب الدهر منه ولا يستطع مقاومة عواقب العوامل المناخية من موسم إلى آخر إنه لحال متعب حقاً .
ها هو قلمي يستعد بما ستخطه يدي في تعبئة إحدى الاستمارات المتخصصة لتسجيل ما يسمى “بيانات الأسرة” قد أعدها الفريق بتنسيق دقيق وبمتابعة ودراسة وبعد الاعتماد عليها نباشر بالعمل،، بعد الأسئلة الطويلة والتسجيل كل ما يقوله رب الأسرة أو أحياناً تكون زيارات لأسر أيتام تكون الأم هي متكفلة بتربية أبناءها الأيتام من راتب تقاعدي أو ضمان اجتماعي
تعيش بغرفة واحدة وبيت قديم وتنتظر دورها في بناء بيت لها ولأبنائها الصغار يكون مجهز بأحدث الأجهزة وجدران متماسكة قوية تحميها من الأمطار والظروف المناخية .. هنا أقول : لابد أن تكون هناك حالات استثنائية يتطلب الإسراع فيها والتعديل من وضعهم ، فعن أي دور تتحدثون ؟؟ – حتى يقع السقف فوق رؤوسهم؟؟
ألا يحق لهم العيش ويتحقق لهم حلم طال انتظاره؟ إلى متى هذه المعاناة التي نشاهدها وتتعايش معها كثير من الأسر التي تعاني هذا الأمر ، ليس واحدة واثنتين ، نحن في زمن التطور ولكن للأسف لا مجيب ، إن الأمر وصل بهذه الأسر لدرجة أنَّ أبنائها يخرجون من دراستهم للبحث عن عملا وهم لم يبلغون حتى سن الثامنة عشر . لماذا؟؟ الجميع يعلم بأن الفرق الموجودة والمنتشرة جزاهم الله خيراً دائماً يسعون في المساعدات الإنسانية والوقوف قدر المستطاع لتحسين الوضع المعيشي أو الدراسي ،،، ولكن كما يقال اليد الواحدة لا تصفق!! والعراقيل موجودة تتحدى كل خطوات النجاح بالفشل ، لنتساعد ونكون يد واحدة وتوزع الأدوار كل يعلم ما هو دوره في فعل الخير
في الحقيقية شاهدت مناظر جعلتني أشكر ربي كثيرا على كل حال، فتقول أحد الأمهات بأن أبنائي يذهبون للمدرسة بدون مصروف وهذا واقع وقد تعاني منه بعض الأسر بحكم ظروفها الصعبة ، ونحن ولله الحمد نعيش على أرض تحتوينا بخيرها وكنوزها ، وأتمنى كل من يحب فعل الخير يبحث عن هؤلاء بكل جدية ، ويأخذ بأيديهم نحو حياة أفضل وأزهى فهم يستحقون من مال الله الذي آتانا ، وخيرات هذا البلد الكريم.
غفر الله لجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور وطيب الله ثراه، وبارك في عمر السلطان هيثم بن طارق آل سعيد وحمى الله عمان وشعبها من كل سوء ومكروه .