2024
Adsense
مقالات صحفية

(إنها سقطة إبن و انكسار أب)

الجزء الثالث و الأخير

خميس بن محسن بن سالم البادي

انتهينا الأسبوع الماضي من الجزء الثاني من مقالنا هذا مع… إنه أغلى الدلال الذي يمكن لامرءٍ مثلي أن يقدمه لابنه في زمن ٍ صارت تتكالب فيه الأهواء على الأمّارة من كل حدبٍ و صوْب:- ولنستمر بالقول…
إنه الدلال و الرفاهية المتصليْن بالله جلّ جلاله حيث الحث المستمر على التمسك بكتاب الله تعالى و سنة نبيّه المصطفى صلى الله عليه و سلم و كل ما فيه رضا الله تعالى عن عبده و أداء سائر العبادات التي في مقدمتها الصلاة، فهذا ما عَنَيْتَه مما أشرت إليه من الدلال و الرفاهية، و الحمد لله على توفيقه لي و له على ما سعينا إليه، و لفضيلتكم الرأي إن ارتأيتم اختبار دلالي له في الشأن الذي دللته إياه فهو و لله الحمد حافظاً بالكامل لكتاب الله عز وجل و جوانب من أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم، أما في مدرسته و منذ التحاقه بصفه الأول فهو من الطلبة المشهود لهم بالتفوق و لله الحمد و المنّة.
أما من حيث الوضع الذي هو عليه اليوم فذلك بما جنت يداه نتيجة حسن ظنه بكل من حوله الذين رآهم بالمرآة التي هو على خصالها، أولئك الذين اعتبرهم رفاقاً مخلصين له، ما هم إلا نفراً حاقدين حاسدين مغرضين، للفارق الأخلاقي و السلوكي الفاصل بينهم وبينه، و هذا ليس قدحاً في أولئك كما هو ليس مدحاً في هذا، إنما ذلك لفارق الحال بين من أراه و قد اعتصم بحبل الله بينما الآخر على الضد من هذا حيث اعتصم بحبلٍ واهنٍ سيغدر به حين يشاء الله أن يكشف أمره و سرّه، فسعوا مارقين ماكرين إلى نصب فخاخهم الملغومة حوله بِشَر الانتقام وتدمير المستقبل، متخفين وراء قناع الصفات النبيلة و الأخلاق الحميدة و القيم الأصيلة، حتى أوقعوه بالطريقة التي أوضحتها ما حوته ضده الأوراق التي أمامكم، لأجل نيل غرضهم الدنيء بهدم ما شيّدته معه على ما مضى بي و به من العمر نيلاً من مستقبله.
وأقف أمامكم اليوم ليس بصدد تبرير اختلاطه بهم و السير على نهجهم المنحرف حتى بقى أداة طيّعة لديهم و استمر على ذلك خفيةً و سراً لحين وقوعه في فخهم و افتضاح أمره، و لكن وقوفي هذا جاء،، أولاً،، بعد تكرم أصحاب الضرر بتنازلهم عن أية مطالبات شخصية نتيجة ما سببه هذا الفتنة لهم، لأنه بقيام المطالبة الشخصية أعي تماماً بأنه لن يكن بمقدوري أن أفي بما سَيُطْلَبُ إليّ الوفاء به ،،ثانياً،، بعد يقيني التام من أنه قد تعلّم الدرس جيداً و استفاد من عواقبه بل و أتقن مترتباته و آثاره عليه، لذلك و من منطلق أنه أضحى لديّ المؤكد بأنه لن و لن ثم لن يقدم على أي مما يخالف شرع الله أولاً ثم القانون ثانياً، فإنه و لهذه الأسباب مجتمعة، ها أنا اليوم أمام محكمتكم الموقرة العادلة أصدح بصوتي للمرة الأولى في حياتي بمكان كهذا، و أنا بعمري هذا، الذي مضى عليه خمسة و ستين حولاً، جئتكم لأصدح بهذا الصوت الزاعج لمسمعكم و أنا لا يعتريني و لا يكتنف صدري مثقال ذرّة شك في أن الله سبحانه و تعالى لا يريد لي إلا خيراً و توفيقاً و تيسيراً لأمري هذا، بل كل الخير و اليسر و التوفيق هو ما يريده الله عزّ و جلّ لعبده متى ما أحسن الظن به يقيناً و اعتمد في التوكل عليه حق الاعتماد، و هذا ما عقدت نيتي عليه معه سبحانه و تعالى كي أناله من تقديرات عدلكم و نظرات عطفكم و اعتبارات إنسانيتكم و مدخلات مشرّعكم، الذي يجيز لمنبركم القضائي العادل هذا الرأفة و الشفقة على كل من يقف في الحيّز الذي يتواجد عليه في التو و اللحظة هذا المبخلة المجبنة.
لذلك سيدي القاضي ألتمس من فضيلتكم أن تجعلوا من قولي سالف الذكر و البيان منصة أبوية حانية مقرونة بعين الرأفة و العطف و الشفقة، وأنتم تصدرون حكمكم بحق ابني هذا الذي أتطلع بحرقة إلى أن يعود كسابق عهده كما لو لم يكن عليه من جَنَاحٍ اقترفه ليعاود الانتظام من جديد لمدرسته، حتى يواصل دراسة فصله الثاني وهو خليّ الفؤاد و اللب و البال من كل ما من شأنه أن ينغص عليه حياته و مستقبله و يجنبني ما يزيد من همي و قلقي عليه، و كي يكون كذلك مستعداً بإذن الله تعالى لمواصلة عامه الدراسي الأخير للعام الدراسي المقبل.
أكرر لفضيلتكم التماسي و أطالبكم برجاء و أنا العاجز الضعيف بين يدي الله، أن تنظروا لضعفي هذا و قلة حيلتي و أن تعفوا فالعفو عند المقدرة{ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ ۚ}، و أملي أولاً بالله مؤكداً جزماً و يقيناً ثم بكم و أنتم تنطقون الحكم القضائي بعطف أبوي حنون.. و وفقكم الله إلى الخير والسؤدد و الصلاح،، و شكراً جزيلاً لإتاحة هذه السانحة لي التي أسهبت فيها بحرية تامة و أنتم تستمعون بسعة بال و رحابة صدر،، و جزاكم الله خير الجزاء…
وقد كان الرجل عند موعده حيث سلّمته الخطاب في بضع ورقات فتسلّمه شاكراً لي ما اعتبره هو معروفاً لا يُنسى، و ما أعتبره أنا أنه أدنى ما يمكن تقديمه لرجل مثله.
و هذا ما وفقني الله تعالى إليه آملاً أن يكون التوفيق و التيسير و ما يبتغيه الرجل من الخير و الصلاح حليفاً له ، و لا أخفيكم سراً إني أتطلع حقيقةً إلى الالتقاء به أو أن يزورني ليطمئنني عما آل إليه الأمر معه،، سائلاً الله أن يوفقه و ييسر أمره ويشرح صدره .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights