2024
Adsense
مقالات صحفية

لو كان قومي يعلمون

هلال البدوي

كاتب ، وباحـــث قانوني
alfalk033@gmail.com

 

كل حق يقابله واجب وهما قوام أي دولة ، وما إذا جانب احدهما الصواب أختل الكيان نحو سبيل لمن لا سبيل له وينبغي على كل واحد منا لحظة تأمل وتدبر مع ذاته أولاً قبل ان يسعى لفهم الغير له ، والغير هنا محوره الدولة بجميع أركانها ، والقول :
لو كان قومي يعلمون ما يستشرفه الركن الأول كسلطة تشريعية ابتداءً من السلطان وصولاً الى المجالس التشريعية بالسلطنة حيث لا بد أن نعي المهمة الجسيمة التي تقع على عاتق هذا الركن من رسم سياسات ورؤى واستراتيجيات تقوم عليها باقي محددات الدولة العصرية بعيداً عن نظرة القاصر بأنه ركن تشريفي يمثل رمزية الدولة فقد يكون البعض قد انخرط كعنصر مشارك في منظومة هذا الركن ووجد من خلاله المفارقة عن نظرته السابقة قبل التمثيل فيه ، وكيف ونحن الآن نناشد الممثل الأول لهذا الركن بما تذهب به آمالنا وطموحاتنا واهدفنا إذاً لابد من تهيئة الأرض الخصبة الأمنة لصنع القرار القومي للسلطنة حتى نلمس الشراكة الفعلية فيه ، فلا يحتسب البعض انها مجرد فكرة وقلم بل هناك مرعيات تتوجب على كل فرد في هذا الوطن ادراكها لنصل بالتالي الى مفهوم التعايش والتصالح مع التشريع طواعية ، وعندما تقع المسؤولية الأكبر على السلطان فحتما تأتي جودة التشريع وأي تشريع وقد تأسس على آرث وطني عظيم نتاج مسيرة نهضة سامية للمؤسس الراحل جلالة السلطان قابوس بن سعيد(طيب الله ثراه).
لوكان قومي يعلمون بما تقوم به الحكومة الرشيدة للسلطنة من جهود حثيثة متواصلة وأن اعتراها بعض القصور احياناً في بعض المواطن والجوانب لحلول عارض ما أو إعادة جدولة لتوجه معين كان يرجح أن تؤول الاثار المترتبة عليه ابلغ عوضاً عن الخوض والاستمرار فيه فلا نتقمص دور الخبير الذي ينتقد من أجل النقد وحسب ،وانما من أجل البناء عليه ، وثوابت ناتج الحكومة مشهوداً للعيان في جميع المجالات والميادين لا يزكيه هذا القلم أو ذلك ويمتد الإنجاز الى ما بعد الدولة فالحكومة لفظة قوامها انا وانت ولن تخرج من هذا الجلباب وان وصلت لغيرك فلنكن لها القوام الحسن والداعم المتين الذي لا يلين لنظفر المراد بأذن الله فالفكر والقلم والميدان معاول بناء ، ومن كان بيده فسيلة فليغرسها.
لوكان قومي يعلمون ما يتمتع به المواطن العماني من قدرات فذة تصل به الى صناعة ما استحال على الغير من الدول ، تلك الطاقة الجامحة بفكر وطموحات الشعب العماني الذي اقر بالإثبات أنه يصنع الفارق لُعمان في مختلف المجالات وفي جميع المنابر المحلية والإقليمية والدولية ، و أنما يلزم نفسه في الغالب السبق في كل ميادين العمل والعطاء فالطفل قبل الهرم والمرأة قبل الرجل ، نعم فلتكن لهم الفرصة متاحة دائما ً ليزلزلوا ما بمكنون دواخلهم دون احتكارها لفئة عن فئة أخرى فالجودة باعثها تنوع الفكر والتكامل حيث نجد أبن البادية أبلغ عطاء ومن ذوي الاحتياجات الخاصة أتقن عملاً ويقاس على ذلك الكثير من شرائح المجتمع العماني الثري بالكفاءات والنوابغ.
فكل ذلك مختزن في أرض عمان الخير ، والأرض الطيبة لا تنبت الا طيبا لو كان قومي يعلمون .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights