2024
Adsense
مقالات صحفية

فضل شهر رجب

د عبدالحكيم أبوريدة

شهر رجب هو الشهر السابع من شهور السنة الهجرية، وهو احد الأشهر الحرم التي قال الله فيها: ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ).
ورجب شهر سموه بذلك لتعظيمهم إياه في الجاهلية عن القتال فيه ، ولا يستحلون القتال فيه، إلا أن يبادر العدو إليه، كما ان انتهاك المحارم في هذا الشهر أشد من غيره من شهور السنة، لذلك نهانا الله تعالي عن الظلم وارتكاب المعاصي في هذا الشهر الفضيل ، قال تعالي: ( فَلَا تظلموا فيهن أنفسكم ) ، وفي الحديث ( رجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ). وقوله بين جمادى وشعبان تأكيد للبيان وإيضاح له، لأنهم كانوا يؤخرونه من شهر إلي شهر فيتحول عن موضعة الذي يختص به فبين لهم انه الشهر الذي بين جمادي وشعبان لا ما كانوا يسمونه علي حساب النسيء، وإنما قيل رجب مضر إضافة لهم لانهم كانوا أشد تعظيما له من غيرهم فكأنهم اختصوا به ، ولأن قبيلة مضر لم تقدم الشهر أو تؤخره علي حسب الأهواء بل أبقته في زمانه محافظة عليه، علي عكس بعض أهل الجاهلية حيث اذا ما كانوا في حرب فإنهم يؤخرونه أو يبدلونه بشهر آخر أو يلغونه حتى لا تتوقف الحرب .
والجمع أرجاب : تقول: هذا رجب فإذا ضموا له شعبان قالوا: رجبان ، والترجيب التعظيم، وان فلانًا لمرجب ومنه ترجيب العتيرة وهو ذبحها في رجب وفي الحديث ( هل تدرون ما العتيرة؟ ) وهي التي يسمونها الرجبية، كانوا يذبحون في شهر رجب ذبيحة وينسبونها إليه، والترجيب ذبح النسائك في رجب يقال هذه أيام ترجيب وتعتارٍ وكانت العرب ترجب وكان ذلك لهم.

الصيام في رجب
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في تبيين العجب( انه لم يصح في فضل صيام أو قيام ليلة مخصوصة من شهر رجب حديث يحتج به). وقال ابن تيمية:( ان كل ما ورد من الأحاديث في فضل صيام شهر رجب إنما هي احاديث ضعيفة أو موضوعة بل ان عامة الأحاديث مكذوبة وليست من الأحاديث الضعيفة التي تروى في فضائل الأعمال).
وأما عن الحديث الذي رواه ابو داود وفيه قول الرسول صلي الله عليه وسلم لأبي امامة الباهلي( صم من الحرم وأفطر) فقد اختلف العلماء في صحة هذا الحديث الا ان جمهور الفقهاء اجتمعوا علي استحباب صيام الأشهر الحرم الا انا بعض أهل العلم خالفت قول الجمهور استنادا للحديث الصحيح عن الرسول صلي الله عليه وسلم ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل) الحديث.
والحق ان صيام النوافل مشروع في اَي وقت من العام الا في أوقات معينة وهي شهر رمضان لان رمضان ليس وقتا لصيام التطوع ، وفي العيدين وأيام التشريق ويوم الجمعة ، ومن صيام النافلة المشروع في السنة صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع بما في ذلك شهر رجب بشرط ألا يقصد تخصيص شهر رجب بصيامه الاثنين والخميس، وكذلك من صيام النفل المشروع صيام الأيام البيض من كل شهر من اشهر العام ، وصيام يوم وإفطار يوم لمن اعتاد ذلك، والأحاديث في ذلك معلومة.
فصيام النقل مشروع في اَي شهر من اشهر العام ، كما انه مشروع في حق من عادته صيام النوافل ام لم يكن، وبناءً علي ذلك فالصيام في شهر رجب كغيره من الأشهر وليس لشهر رجب فضل وخصوصية في الصيام عن غيره من الشهور، كما ان عمر بن الخطاب رضى الله عنه نهى عن الصيام في شهر رجب لان في ذلك تشبيه بالجاهلية كما انه كان يأمر الصائمين في رجب بالأكل كما روى ذلك الصحابي الجليل خرشة بن الحر رضى الله عنه حيث قال( رأيت عمر يضرب أكف المُترجِبين حتى يضعوها في الطعام ويقول- كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية-).
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل ، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights