ازرع شجرة تحصد ثمرة
بقلم : راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية
في هذه السنين التي بات فيها الناس يركضون نحو الحياة، حتى تلهث نفوسهم من شدة الحركة والركض حول سراب لن ينقطع طوله.
أناس أهمتهم الدنيا كسباع البرية يركضون خلفها، وتناسوا واجباتهم مع ربهم ومجتمعهم وأسرهم؛ فأضحوا أجسادا بلا أرواح تجري بخطى متسارعة تسابق الزمان نحو جمع المال.
وسط هذا العصر المتسارع بوسائل تسابق العقل وتشتت الفكر وتفتك بالعمر، تفكرت قليلا في عنوان بسيط وهو زرع شجرة خضراء في نفوس البشرية جمعاء لنرى نتاج ذلك الأمر .
فالأيادي الطيبة الكريمة لم تمت ولن تموت، ففي كل زمان تجد الخيرين قناديل تضيء الزمان والمكان.
فازرع شجرة في بيتك أولا بالتربية الصالحة للأبناء وأرشدهم للطريق القويم وعلمهم العلم النافع.
وازرع شجرة في بيت والدك ووالدتك بطاعتهم والإحسان إليهم، (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).
وازرع شجرة في أرحامك وأقربائك بزيارتهم والتواصل معهم ومد جسور الخير بينكم.
وازرع شجرة في عملك فهو يحتاج إلى حرصك عليه وحمل أمانته، والذود عن حياضه
وازرع شجرة مع إخوتك وزملائك فهم من يكونون سندا لك في كل الظروف.
وازرع شجرة في وطنك فهو بيتك الكبير ومنبع عزتك واستقرارك.
وازرع شجرة في العالم أجمع فأنت خلقت من بني البشر لك ما لهم وعليك ما عليهم .
وازرع شجرة في ابتسامتك فهي محياك للجميع، ورسالة محبة منك تظهرها لمن يلتقون معك في يومك وغدك وشهرك .
فرسالة السلام هي أنت من تزرع شجرتها العالية القوام العظيمة البنيان، تربتها الخير وسقياها الإيمان وثمارها الإحسان فما أعظمه من زرع وأغلاه من نتاج.
وأخيرًا ازرع شجرة غراسها الدنيا وجني ثمارها بالجنة.
حفظكم الله ووفقكم لزرع أشجار الخير في جميع الميادين.
ختاما ازرع شجرة تحصد ثمرة .