النجاح
محمد بن سعيد بن محمد المكدمي
الكل يسعى إلى النجاح، وحقيقة الأمر أنه ليس كل شيء، بل الرغبة في النجاح هي كل شيء.
فرغبة النجاح غاية كل إنسان، وهدف جليل يسعى الكل إلى نيلها والوصول إليها، لأنها تمنح حياة الإنسان معنى وتخلق في النفس الإنسانية والتفوق وتجعلها تقدم كل ما هو مفيد للمجتمع، كما أن الرغبة في النجاح لا يمكن أن تكون حدثاً عابراً في حياة الأشخاص، وإنما هو حافز يدفع لتحقيق المزيد من الإنجازات.
ويدعونا إليها الرغبة فيها، والسعي إليها بكل ما نملك، وشق عباب الحياة بكل همة وعزيمة وإقتدار.
كما أن الرغبة في النجاح لا تتأتى بالأماني والتسويف، ولا كما يقال(بالبركة)، لأن السفينة لا تجري على اليبس، بل بسلك المسالك الصحيحة، وشحذ الهمم وسمو القمم، والمثابرة لتحقيقها في شتى مجالات الحياة، فما طعم الحياة اذا خلت من تلك الرغبة في النجاح
يقول المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم…
وتأتي على قدر الكرام المكارم
فحري بكل إنسان لديه رغبة النجاح أن يلتزم بطرق تحقيقها، وأن يسعى بكل ما فيه من همة للوصول إليها، لأنها أساس التقدم والتطور، كما أن لذة النجاح لا يُعادلها أي لذة.
فالنجاح لا تقتصر فرحته على تحقيق الأشياء الكبرى، بل النجاحات الصغيرة اليومية التي يحققها الإنسان قد تعادل لذة نجاح كبيرة، كما أن فوائد النجاح لا تقتصر على أنها تحقق للشخص ما يريد، بل دافعاً كبيراً لمواصلة الحياة وتحقيق المزيد منه.