أربعون يومًا مضت على حداد فقيد الوطن طيب الله ثراه
يعقوب بن حميد بن علي المقبالي
قضينا أربعون يوم حِداداً على فقدان جلالة السلطان قابوس طيب اللّه ثراه فنُكست الأعلام، وتألمت القلوب وذرفت العيون دمعاً وضاقت النفوس حسرة ووجعاً منذ صباح يوم السبت الموافق ٢٠٢٠/٠١/١١م واصبح الوطن كأنه لا تطلع عليه الشمس ولا يضيء به قمر، ياحسرتنا من ذلك اليوم الذي نعتبره من اسواء الأيام في حياتنا.
ولكن لابد أن نحضر في قلوبنا ذلك الإيمان بأن الحياة يقابلها موت وأن الفرح يقابله حزن ولكل بداية نهاية والموت والحياة بيد اللّه تعالى مهما طال الأمل ومهما كانت المناصب فالدنيا لابد أن تنتهي في وقتها وكل من عليها فآنِ ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام .
ولكن جلالة السلطان قابوس رحمة الله عليه مات عنا جسداً ولم يمت حسياً، فمنجزاته متألقه تناطح السحاب ما دامت الحياة باقية والجميع يدعوا له بالمغفرة والثبات ودعوات الرحمات عليه ستستمر مادامت هذه الأجيال التي عاشت في كفنه، سيتذكرونه طول حياتهم وسيعلمون أبنائهم وأحفادهم بهذه الشخصية العظيمة التي حكمت عُمان لمدة خمسون عاماً وعم فيها الأمن والرخاء والسلام وأنتشرت خدمات لامست المواطن والمقيم على أرض عُمان كالمدارس والمستشفيات والمجمعات والمراكز الصحية والكهرباء والمياه والمساجد والجوامع والطرق، التي أصبحت جميع محافظات وولايات السلطنة مربوطة بشبكة واحدة، وخدمات الأمن والأمان على ربوع عماننا الحبيبة والكثير من الخدمات غير الملموسة مباشرة للمواطن.
لا يعتبر حداد مع هذه المنجزات العملاقة وإنما لإتباع سنن وعادات وتقاليد الشعوب لابد أن نتقلد بها ونحن نعيش في دولة سادها الأمن والسلام على يد الخير والنماء المغفور له رحمه الله عليه وعلى روحه الطاهرة.