إلى مجهول…
مازن حمود الهاشمي
أنتَ الآنَ تدفعُ ضريبةَ قراءَتِكَ لكلماتي واختلافكَ عني وكلماتي سَتُفسد لكَ ماقرأتهُ في صفحاتِ الآخرينَ فَإما أَنْ تَصمُد للنهايةِ أو أن تتنازلَ لي وتخونَ قضيتك .
لكن تذكر أنَّ :-
الكلامُ ليس سهلًا
والاستسلامُ ليسَ خيارًا .
أمَّا بعد .. أيها المؤمنونَ بالورقِ ، أيها المجهولونَ المستشعرونَ بِأَنَّ كلماتي لهُم ، أنا هُنا للدفاعِ عنكم.
أيُهما يَمْلِكُ زمام الحُكم ، نَحنُ أم مشاعرنا !
وإن كانت هنالك حَربٌ قائمةٌ على تولي سُلطةَ القرارِ، فالنصرُ حَليفُ مَن فينا بعد ؟
سُؤَالٌ يطرحُ نَفسهُ ومِن ثُم يبقى طريحَ الإبهام دون إجابةٍ لهُ ، وإنّهُ من المنطقيِّ جدًا أن تُحالَ تِلكَ الحَربُ إلى سلامٍ بين الطرفين ، أن لا يَغلِبَ طَرفٌ على الآخر ويبقى الأسى حَليفَ الطَرفِ الآخرِ .
للوهلةِ الأولى تبدو عبارةً منطقيةً جدًا ، فأنتَ وأنا كلًا مِنا رائدٌ لنفسهِ يفترضُ بهِ أَنْ يكونَ قويًا بِما يَكْفي ليستطيعَ مجابهةَ تداعياتِ قلبهِ والسَيْطرةِ عَليها ، وأن يُسنِدَ القرارَ لِعقلهِ أيضًا ، كَي لا تَبقى أحد أكفةَ الميزانِ فارغةً ويبقى الحُكم لا وَزنَ لهُ .
يومًا قرأتُ عبارة باللغة الإنجليزية فلفتَتْ انتباهي :
(Learn how to pick your battles)
بمعنى تعلم كيف تنتقي المعاركَ التي عليك خوضها، ليست جميعها تستَحقُ أن تُهدرَ وَقتكَ وجُهدكَ عليها ، إن كُنتَ ستفشلُ في ذلك فَسَتودي بِنفسكِ للهلاك ، انتقِ من المعارك تِلك التي تَجِدُ نَفسكَ قادرًا على مواجهتها ونَيلِ شرف النصر فيها.