2024
Adsense
مقالات صحفية

سأكتب رواية

علياء بنت سعيد العامرية

‏عندما بدأت الكتابة حاولت كثيرا أن أكتب رواية، وكتبت كثيرا من النصوص التي ظننت بأنها روايات، ولكنها ظلت حبيسة الأدراج.
‏بحثت طويلا عن طريقة تجعل الرواية التي سأكتبها مميزة بعيدة كل البعد عن التكرار من حيث الموضوع والبنية، فسألت إحدى الروائيات عن كيفية كتابة رواية متفردة فأجابت: “اقرئي أكثر من 100 رواية لتصبحي مبدعة”
‏قرأت المئات من الروايات، بل الآلاف فوجدتني عاجزة عن الإتيان بجزء من نص متكامل، ولكن كل هذه الروايات التي قرأتها صنعت طرقات مزدحمة بالأسئلة الباحثة عن إجابات.
‏من هو الروائي؟
‏هل كل من كتب نصا ذيله بـ *رواية* يعتبر روائي، وهل الرواية مجرد كلام يكتب أم أن هنالك قواعد لكتابة هذا النوع من السرد؟

‏ لا بد من وضع النقاط على الحروف، ولا بد من وجود إجابة تنظم السير في طرق التساؤلات لتخفيف الزحام، فقد ذكر موقع ويكيبيديا بأن “الروائي يُعرّف في معجم اللغة العربية المعاصرة على أنّه أديب متخصِّص في تأليف الروايات والقصص الطويلة. ويُعرّف كذلك في المعجم الغني على أنّه من يَكتُب رواياتٍ من الخيال أو يَحبِك وقائع من الحياة بأسلوبٍ شيّق ويُقدّمها في صورٍ تتحوّل إلى قصةٍ طويلة.”

‏ليس كل من يكتب نصا كتب عليه رواية تعتبر حقا رواية وحول ذلك علقت د.عزيزة الطائية: “الرواية لها فنيات وتقنيات بمعنى بنية روائية حتى لو خاضت التجريب، لذلك ليس كل من كتب وقال رواية نعتبر ما كتبه نصا روائيا، كما أن النص الروائي تداخل مع العديد من الأجناس الأدبية فأصبحنا كنقاد نقول: رواية، رواية سير ذاتية، ورواية السيرة، وغيرها من المصطلحات الأدبية يتداخل في النص الروائي مع غيره من الأجناس كما يوضح فيليب لوجون. ويرى جورج ماي ما تعتبره أنت رواية قد أراه سيرة ذاتية وهكذا أدخلنا التجنيس في منافذ وإشكالات”، لذلك يجب أن يكون هناك نقدا بنائيا يعلي من قيمة النقد يصلح ويعدل ويقوم النصوص لنكون على أرض صلبة.

‏من وجهة نظري فإن الرواية فقدت معناها الحقيقي في الآونة الأخيرة، لاسيما في ظل وجود المنتديات، وهذا أيضا ما أثبتته شريفة التوبية حين قالت: أصبحت هناك إشكالية لهذا المفهوم الواسع لا سيما في ظل وجود المنتديات ومواقع التواصل الإجتماعي، بالإضافة إلى المدونات، والجميع أصبح يكتب دون أدنى اكتراث بقواعد الرواية كالفكرة، والأشخاص، والتسلسل الزمني والحبكة، بالإضافة إلى مراعاة عدم التكرار، واللغة السليمة وغيرها…
‏وأضافت التوبية: بشكل عام ليس كل من يكتب يعتبر كاتب، وليس كل كتاب منشور يعتبر رواية، والقارئ الحقيقي يجيد التفريق بين الرواية الحقيقية والكتاب العادي.
‏وتابعت: أتمنى أن يتعامل الناس مع الكتابة بحرفنة وموضوعية أكثر.”

‏نحن نحتاج إلى ترسيخ مفهوم الرواية الحقيقية لكي لا تفقد معناها وجمالها، وحدها الرواية الحقيقية قادرة على إخراجنا من عالمنا الحقيقي إلى عالمها الخاص، فالرواية ليست مجرد كلام يكتب، الرواية أعمق من ذلك بكثير.
‏الرواية بحر واسع، وعالم مختلف، إنها موسيقى عذبة تعزف على أوتار القلوب لحن شجي لا ينسى على مر الزمان.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights