2024
Adsense
قصص وروايات

آنين الفقد…

صبرية الرحبي

آنين الفقد

بين آهً متوجع…
وآه فقد..
وآه حرمان…
وآه وحدة..
لن تكون حسيسها مثل آه ام متوجعة تلك التي رأيتها في جنبات المستشفى..
تبكي فقيدها..
وأي فقيد..
ابنتها التي طالما انتظرتها ..
طالما تمنت أن تسمع كلمة أمي…
ولكن الأقدار..
سلبتها ..
اخذتها دون أي رجوع…
كنت انظر إليها بعيون مكسورة..
أريد أن اقتلع ألمها..
ولكني..!
متأكدة إنني  لن أشعر بنفس شعورها..
لن انتشل ذرة من اوجاعها…
وقفت حائرة ..
هل أذهب إليها أتحدث معها  وأضع بلسم الصبر على قضاء الله وقدره..
أم هل أترك المكان لأنني لا أتحمل ما أراه..
كومةً من الحيرة حاصرتني..

راودتني حينها ذكريات قديمة..
مؤلمة

أمسكت رأسي ألماً حتى أمنع سيل الذكريات المنهمرة..
أمنع آهه  متوجعة ..
أمنع دموعي الحارقة..
لم يكن بيدي سوى أن أقول بصوت مسموع يغشاه بكاء مكتموم ..
الحمد لله على كل حال…
نظرت نظرة أخيرة إليها..
رأيت نظراتها نحوي ..
كأنها تقول لي لا ترحلي..
احتاجك..
اريد همسك..
اريد يدك الحانية..
اريد أن تيقظيني من كابوسي..
أركست رأسي بحزن أشد عما سبق…
لن أنسى تلك الدمعة التي انسابت…
أغمضت عيني بشدة..

ذهبت تاركة ذلك المكان …
صرخة بداخلي صرخةً مؤدية يالله … ليت تلك الفتاة لم ترحل ..
ليتها تعود لثانيةً واحدة حتى ترى ضعف أمها..

كلما تذكرت دموع تلك المرأة يعتصر قلبي بقوة..
ليتني لم اترك المكان ذلك اليوم …
ليتني احتضنتها قليلا..
ولكن ضعفت ورحلت..
اي قلب أحمل تلك اللحظة..
أي كبرياء اجتاحني…
كنت انانية بتصرفي ..
سامحيني يا أمي لأنني لم اساندك..
سامحيني لأنني أكون متبلدة في هذه المواقف..
فأنا أشد ألماً منك..
فلتقبلي عذري

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights