2024
Adsense
مقالات صحفية

سلطان السلام إهنأ بمرقدكَ بسلام ،، فعمان في أمان بقيادة مولاي هيثم الهُمام

خليفة بن سليمان المياحي

لا أعلم كيف أبدأ حديثي في مقالي هذا؛ فالعبرات لا زالت تتغلغل داخل القلب والوجدان، ومشاعر الحزن والأسى لا تزال لم تراوح المكان ولن تراوحه لفقد سيد عُمان رحمة الله عليه؛
فشخص مولاي قابوس وإن غاب جسده عن عيوننا إلا أن مآثره ومناقبه لا يمكن لها أن تموت وتظل مرسومة نصب أعيننا نراها ليل نهار.

وإن عزاؤنا في سلطاننا رحمه الله أن
تولي مولاي صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد مقاليد الحكم من بعده لهذا اقول لسطان السلام اهنأ في مرقدك بسلام فعمان في امان بقيادة مولاي السلطان هيثم الهمام.

إن بُعد النظر للسلطان الراحل – تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته – واهتمامه بشعبه لم يتوقف عند حياته في الدنيا بل كان همه شعبه حتى ما بعد ذلك، وما اختياره لخليفته إلا لثقته الكبيرة بأنه سيحفظ الأمانة وأنه سيسير على نهجه وخطاه، وهو ما أكده مولاي السلطان هيثم حفظه الله ورعاه في أول خطاب لجلالته عند تسلمه مقاليد الحكم
ولقد ضربت الأسرة المالكة الكريمة أروع الأمثله وأثبتت وبكل مصداقية وثقة لأبناء الوطن خاصة ولشعوب العالم أجمع بأنها تمتلك من الحكمة والسياسة وسداد الرأي والرزانة وحسن التصرف بما لا يمكن وصفه في مقال متواضع كهذا كيف لا وقد تعلمنا ومنذ صغرنا أن المواقف الصعبة هي التي يمتحن فيها الرجال وأنه عند الشدائد تستخلص المعادن الأصيلة التي تأصلت أصولها بسلالة المجد والسؤدد؛ اذ كانت ولا زالت لها السيادة كابر عن كابر منذ عهد جدهم مؤسس الدولة البوسعيدية الإمام أحمد بن سعيد
وفي الموقف الحاسم والذي كان الجميع ينتظره بترقب تام غلبت الأسرة المالكة الكريمة مصلحة الوطن وأبناء عمان فوق كل شي
وكلمة حق تقال أن هذه الأسرة الكريمة سليلة المجد تتصف بالمروءة الصادقة والإخلاص الحقيقي والوفاء اللا محدود كونها رجحت القبول والرضاء بما أشار به السلطان الراحل في رسالته للأسرة الحاكمة لمن يخلفه فهي وفية حتى النخاع بالسلطان الراحل – رحمة الله عليه – فقد كان شعارهم له السمع والطاعة في حياته وبعد رحيله وثقتهم فيه لم تتزعزع قيد أنملة إذ أقروا وثبتوا ماجاء في رسالة جلالته للعائلة المالكه فبدون تردد أو تفكير اختصروا المسافة من ثلاثة أيام كان النظام الأساسي للدولة قد أتاحها لهم كفرصة للتفكير اختصروه إلى ساعات محدودة حسموا فيها الأمر مما يدل دون أدنى شك على أنها أسرة عريقة الأصل راجحة العقل وأن لديهم شغف وحب ووطنية إلى أبعد مما يتخيله العقل فهم يدركون عواقب الخلافات وما تؤول إليه البلدان والشعوب من مصائب عند الاختلاف في مثل هذه الأمور وبصنيعها هذا أثبتت للجميع أنها ( اي هذه الاسرة ) والشعب العماني على خط واحد من الحب الحقيقي للوطن ومقدراته ومنجزاته ومكتسباته
فشكراً للأسرة الحاكمة الماجدة
وإلى كل فرد من أفرادها من أصحاب السمو اعلى الله شانهم لأنهم حفظوا البلاد من أي ضرر قد يصيبها
ورحمة واسعة ندعوا بها لمولانا السلطان الراحل واسأل الله السداد والتوفيق لمولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد المعظم حفظه الله ورعاه ولا شك أنه خير خلف لخير سلف
وبعون الله وتوفيقه سيقود البلاد بجدارة بفضل حكمته السديدة وبعد نظره واضعاً نصب عينه يحفظه الله بأن أبناء الوطن فهم أبناؤه وأنه سيحرص على إسعادهم ويقدم ما بوسعه من أجلهم وأنه سيحافظ على البلاد وما بها من أمن واستقرار وأن اخوانه وأبنائه وابناء عمومته وكافة افراد أصحاب السمو افراد الاسرة هم سنده وعضده يقوى بهم وبمؤازرتهم والشعب العماني معه يسيرون خلف قيادته وتحت أمرته لتظل عمان نبراس للخير ومهدا للسلام والأمان
وأخيراً كلمة حق لأولئك المخلصين الذين حافظوا على الأمانة وظلوا على العهد والوعد من رجال الدولة الذين عهد إليهم إجراءات انتقال السلطة فقد أثبتوا لعمان كلها بأن ثقة مولانا الراحل لهم في محلها وأنهم كانوا ولا زالوا وسيظلون تاج على رؤوسنا جميعاً وكذلك كافة أفراد الجيش والشرطة ومختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية بالدولة فكانت عيونهم ساهرة وأياديهم على الزناد حفظاً للأمن وضماناً للاستقرار لتظل عمان واحة أمن وأمان لأبناء الوطن وللمقيمين فيها .

حفظ الله عمان أبية مدى الزمان
وحفظ الله تعالى مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم
وغفر الله تعالى للسلطان قابوس وتغمده بواسع رحمته وألهم صاحب الجلالة السلطان هيثم وأفراد أسرته الكريمة والشعب العماني وشعوب العالم العربي والإسلامي الصبر والسلوان وإنا لله وإنا اليه راجعون وكما بدأت مقالي أختمه بعبارة

( سلطان السلام اهنأ بمرقدكَ بسلام فعمان في امان بقيادة مولاي هيثم الهمام )

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights