بالكويت أرواحٌ قابوسية

جري سالم الجري
عمَّ الأسى أرجاء الكويت، و توقفت دوائرها الحكومية عن العمل، وتنكست الأعلام، و أُعلنت حالة الحِداد لثلاثة أيام،فلقد كُسرت القلوب، و تفطرت الأفئدة، و رُفعت الأيادي، داعيةً الرب الباقي، أن يتغمد روح السلطان السامي في الفردوس العالي.
فلقد جثم الحزن الأضاحي، و خيم بصدر كل صاحي، من بدوي وحضري، وسني وشيعي، وليبرالي وسلفي ويساري ويميني، فمن فقدناه خليجياً، هو آخر مؤسس لمجلس التعاون الخليجي.
في العاشر من يناير ٢٠٢٠م؛ توفى المولى عز وجل روح السلطان قابوس. تلك الروح التي أورثتنا أرواحاً تقتبس نور الحكمة و الرزانة والرشاد من مسيرةٍ استمرت لخمسين عاماً. فخليجنا الواحد معصومٌ بعمامةٍ عُمانية، تحاديه الأمن وتُهاديه الأمان، من بيت البركة منذ زمان.
وقد وصل صاحب السمو أمير البلاد، الشيخ صباح جابر الأحمد الصباح أمير الكويت لبلده الشقيق عمان لحضور مراسيم العزاء، ليضع راحتا يديه على السلطان هيثم بن طارق، حفظهما الله ورعاهما، ليقول له كلمةً ستخلد بالتاريخ العُماني: “ما مات قابوس وأنتم موجودون”.
ندعو الله للسلطان العزيز، قابوس بن سعيد أن يدخله جنات النعيم، جامعاً أهل الكويت وعمان والمسلمين أجمعين، في مقعدٍ صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.
وكمواطنٍ كويتي، أُعزي إخواننا العمانيين، على فقدانهم الأليم، و أبارك لهم بالسلطان العليم، هيثم بن طارق آل سعيد، الحاكم الثالث عشر من أسرة آل بو سعيد الكرام، بعد صاحب الجلالة الفقيد، قابوس بن سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد آل بو سعيد.