2024
Adsense
مقالات صحفية

جائزة نوبل العربية

عبد الرزاق أحمد الحسيني

منذ فترة ليست بالقليلة, كنت مع بعض الأصدقاء في جلسة ثقافية, نتابع بشغف برنامج مسابقات تحدي القراءة العربي, الذي يقام في دبي بإشراف مبادرات الشيخ محمد بن راشد أل مكتوم, وكنا نضع بعض الملاحظات على أداء المشتركين, وانتظرنا الحلقة الأخيرة لنشاهد النتيجة,كم فرحنا بالمشتركين, كم قرت عيوننا بالأطفال المبدعين. كيف لا ونحن أمة اقرأ. يارب, كم نمتلك في عالمنا العربي من المواهب والطاقات الهائلة, سواءٌ بين الأطفال أو الشباب, أو حتى بين الكبار من مختلف الأعمار والتخصصات.
انتهى البرنامج, ولا زالت ذاكرتنا تحفظ ما كنا نشاهد, لأقرأ بعد أيام قليلة, الإعلان عن جائزة للّغة العربية تُقام في نفس الفضاء الرحب الذي أقيمت فيه مسابقة تحدي القراءة العربي,فعادت بنا الذاكرة إلى مبادرة مليون مبرمج عربي, التي اشتركتُ فيها ولم أتمكن من المتابعة بسبب ضغوط العمل وظروف السفر المستمرة.
ثم جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة, كما تذكرت مسابقة صُنّاع الأمل, ودفعني الفضول للبحث عن تفاصيل تلك المسابقات, وإذ بي أمام عالم من الموسوعات والمعارف, وبحر من الإبداع الفكري والثقافي وكنوز من المواهب المتميزة, فدفعني الشوق للقراءة عنها, وكلما انتهيت من إحداها, نادتني الأخرى ودَعَتني للغوص في أغوارها, إبداع ومسميات لا تنتهي:
جائز الصحافة العربية- جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي – كأس الشيخ محمد بن راشد للقدوة – جائزة صناع الأمل- جائزة الشيخ محمد بن راشد العالمية للمياه – مسابقة الشيخ محمد بن راشد لأجمل ترتيل في القرآن الكريم- ميدالية الشيخ محمد بن راشد للتميز العلمي. وغيرها الكثير..جائزة الشيخ محمد بن راشد العلمية للطيران –كيف تحولت مبادرات الشيخ محمد بن راشد إلى جائزة نوبل عربية! لا يقتصر المشتركون فيها على العرب وحدهم, بل جمعت التميز والإبداع من جميع أقطار هذا الكوكب, لقد وجدتْ تلك العقول المبدعة طريقها نحو التميز والتقدم والتحفيز, وكانت مثل البذرة الطيبة الكامنة تحت أرضٍ طيبة, تنتظر ريّاً وسُقيا, من مزنةٍ كريمةٍ تسوقها ريح طيبة, تجري بإذن ربٍّ كريم, فتنتش تلك البذرة وتخرج برعماً صغيراً , ثم ينمو وينمو ليصبح نبتةً صالحةً وشجرةً مثمرة.تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها, هذا الريّ والسقيا هو ما يحتاجه المبدعون والعقول النيرة, فكانت المسابقات المحفزة, والمبادرات الكريمة, مبادرات دبي, وآل مكتوم. ولكن ثمة سؤال يُطرح:
لماذا لا تتحول دبي إلى مركز استقطاب علمي عالمي من خلال تنظيم نوبل عربية أسوةً بنوبل النرويجية؟
نشأت جائزة نوبل بموجب وصية الصناعي السويدي ألفرد نوبل,مخترع الديناميت، الذي قام بالمصادقة على الجائزة السنوية في وصيته التي وثّقها في (النادي السويدي – النرويجي) في 27 نوفمبر 1895,وهي مجموعة من ست جوائز دولية سنوية تمنحها عدة فئات من قبل المؤسسات السويدية والنرويجية تقديراً للأكاديميين والمثقفين أو للتقدم العلمي,تم منح الجوائز في الفيزياء، الكيمياء، الأدب، السلام، والطب أو علم وظائف الأعضاء لأول مرة في عام 1901. في عام 1968، قام البنك المركزي السويدي بتأسيس جائزة في العلوم الاقتصادية في ذكرى ألفريد نوبل، والتي على الرغم من عدم كونها جائزة قد أوصى بها نوبل، بعد ذلك أصبحت معروفة باسم جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية. تعدّ جائزة نوبل على نطاق واسع من أهم الجوائز على مستوى العالم.
ماذا لو تجمعت مسابقات دبي في جائزة واحدة, ترعاها مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم, جائزة واحدة تضم عدة تخصصات, ثقافة وأدب وفنّ, رياضة, صحافة, علوم طبيعية وبيئية, ثمّ الاختصاص الأهم على مستوى هذا الكوكب, ألا وهو السلام, السلام الذي تحيا في ظله كل مجالات الإبداع, ويعطي العقل والفكر المساحة اللازمة للعطاء, وخير البشرية جمعاء, وليثبت أن تشجيع وتحفيز الإبداع لا يحتاج للديناميت, بل يحتاج للإرادة وحبّ الخير, نعم: جائزة سنوية واحدة, بزمان ومكان محددين, لتنافس جائزة نوبل على مستوى العالم, وليكن اسمها: جائزة دبي العالمية, أو جائزة آل مكتوم الدولية, قد تكون أوسكار العرب.
يحق لنا – نحن العرب – أن نفتخر بتاريخنا القديم, وحاضرنا العظيم ومستقبلنا الكريم.هي فكرة, وكلمة, وكم كانت الكلمة صانعة للحضارات, وكم من فكرة نشأت صغيرة, رعتها أيادٍ وعقول وإرادة قوية, فأضحت الفكرة واقعاً.نوبل العرب أو جائزة آل مكتوم الدولية. ربما يتحول الحلم لحقيقة, وليس ذلك على الله بعزيز.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights