إلى من يهمه الأمر…
أحمد القلهاتي
يقال في هذا الزمن وجد رجل مسن ، على حافة الطريق متوفي، وفي يده رسالة عنوانها ( إلى من يهمه الأمر)…
مقتطفات من الرسالة..
( كم حاولت أن أجاري هذه الحياة ، ولكن لم أستطع التعايش ، مستسلم للواقع المرير ، قدري ونصيبي هكذا ، متذمر ، يأس ، أما الموت أو الصراع ضد الفقر…
عشت طفولتي بكل براءة ، بين لعب وفرح ، وشبابي أفنيته في ملذات الحياة ، كبرياء، غرور ، عشق المال والنفس، الكثير من الأصدقاء وسيارات فارهة ، شخصية دكتاتورية ولا أعترف بالدقمراطية ، بين الإستمتاع والرفاهية معتقد أنني مخلد في هذا النعيم، إلى هنا وكان كل شيء جميل…
مع مرور الأيام ومن أول أختبار ، كان السقوط مدوي ، فاقد النعيم والمتعة ، وهنا تغير الحال من غني إلى فقير ، بلا مأوى ولا طعام ، متشرد في الشوارع ، أبحث عن شخصيتي ، أصدقائي ، نعيمي ، قوتي ، محاولاً أن أعود غنياً ، ولكن كل شي إنتهى…
هذا الحال لم يكن مناسب لي ، كانت لدي محاولات في الإنتحار وجميعها فشلت ، عندها أيقنت بالعدالة ، وعليَّ أن أتلذذ بطعم الفقر ، مهزوم بين الصيف والشتاء ، لا أبالي بما يحدث من حولي ، تعرضت للكثير من الضرب ، وحياة مهينة ، وكل أمنياتي أن انهي هذه الحياة بأي طريقة كانت …
إلى من يهمه الأمر ، بعد التجربة بين حياة الأغنياء والفقراء ، عليك أن تتحكم في تصرفاتك ، وأعلم أن النعم زواله فحافظ عليها ، كن متواضع مبتسم مع الفقراء ، هم بحاجة لك ، أبحث عنهم تجدهم على حافة هذا الطريق ، دائماً في أنتظارك ، أنت سندهم فيما تبقى لهم ، كن لهم ظل الصيف ، و معطف الشتاء ، هم الضعفاء بينكم ، طيبتك قبل مالك ، أهتمامك قبل طعامك ، في النهايه أحذر أنت القادم )..