الخنادق بريئة
يوسف بن زاهر السالمي
كثرت هذه الايام حالات الغرق في منطقة الخنادق بالحوقين ، لكن ما هي هذه الخنادق ؟ الخنادق هي شق طولي في مجرى الوادي يصل طوله الى حوالي ٥٠٠ متر وعرضة من متر الى ٧ امتار ، ويبلغ عمق الماء فيه من متر الى عشرة امتار في بعض من اجزاءه ، يعمقه الوادي او يردمه احيانا ، في هذه المرة ردم الوادي جزءا كبيرا منه ، وهي تعتبر من المناطق الجميلة تقع في وسط الحوقين ، عمرها الاف او ملايين السنين ، تعايش معها اباؤنا واجدانا على مر حياتهم ، ويعبرونها يوميا من ضفة الى اخرى ، حاملين على ظهورهم الامتعة ، لم يذكورا لنا انها بهذه الخطورة كوحش يريد ان ينقض علينا ، فقط حذرونا من الاقتراب من المناطق الخطرة بها ، متبعين تعاليم القران الكريم ، فالقران الكريم لم يحذر الخطر من الاقتراب من البشر ، بل حذر الانسان من الاقتراب اليه ، قال تعالى ( ولا تلقوا بايدكم الى التهلكة ) وفي مواضع كثيرة ، ( لا تقربوا ) ( واتقوا ) وهكذا
لكن اليوم طرأ شيء ما على الواقع ، خرج الناس من بيوتهم افرادا وجماعات ، دون ان يضعوا في حسابهم انهم خرجوا الى اماكن لا يعرفوا كيف يتعاملوا معها ، اما بعدم المبالاة والاستهتار ، او من باب التحدي ، فكان ما كان حالات الغرق والموت .
اتركوا الخنادق وشأنها تحكي لنا قصة من قصص الجمال في الطبيعة ، فهي بريئة من افعالكم ، كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب عليهم السلام .