أَوَ مَا؟!!!
د. علي زين العابدين الحسيني الأزهري
باحث وكاتب ومؤلف أزهري
– أو ما أدلكم على فعلين يدرسان في النحو في درس (كان وأخواتها)، أحدهما: مذهبٌ للأوجاع والأحزان، والآخر: مبشرٌ بالأفراح والآمال؟
الأول: كان، فكل أحزانك وهمومك اجعلها في خبر كان ولا تلتفت إليها.
والآخر: ما زال، فهو يبعث فيك الأمل، وبه تنتظر السعادة، وفيه تتجدد الحياة.
– أو ما أُخبركم عن (الواصل) في زماننا؟
هو مَن يصل إلى الناس ولا يتعالى عليهم ولا يحتقرهم، ومن يرتقي بملكاتهم وقدراتهم، ويوسع مجال استجابتهم لكل أنواع الفنون والمعارف.
– أو ما علمتَ الفرق بين الناجح .. والفاشل؟
ذاك الفرق بين من يناقش الأفكار والأخطاء .. ومن يناقش دائماً الأشخاص، ومن يركز على الأخطاء وتعديلها .. ومن يركز على المخطئين وإتعابهم، وهو الفرق بين العقل البناء .. والعقل الهدام.
– أو ما أدلكم على الدناءة بعينها؟
صاحبٌ عاشرته وأفضيتَ إليه أسرارك ثقة فيه وبعد نشوب أول خلاف بينكما استخدمَ أسرارك للحطّ منكَ
– أو ما أُخبركَ بشيئين تجلب السعادة لنفسك وتجتاز بهما غالب المشاكل؟
التغافل والصمت
– أو ما تَشعر أنّه كُلما تقدمتَ في السن خفّ لديكَ الاهتمامُ والشعورُ بمظاهر وأمورٍ كانت مِن قبل مصدرَ سعادةٍ لكَ؟!
– أو ما علمتَ أن أثرك النافع وسيرتك الطيبة تنتشران في جميع الاتجاهات شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً؟!
– أو ما علمتَ أن النجم لا يُرى إلا في الظلام، وتزداد رؤيتك له كلما كان الظلام حالكاً، فكذلك الصديق الوفي لا يظهر إلا في وقت الحاجة والشدة، وكلما زادت الشدة ازدات معرفتك بمن حولك.
– أو ما تأملتَ شربة ماء لي أذهبت ظمأي بعد شدة عطشي، فأنت لي يا صديقي كتلك الشربة.
– أو ما سألتَ نفسك سؤالاً لماذا يحرص الجميع على سماع دوي سقوطك ومعرفة آلامك وأوجاعك، ولا يلتفتون إلى إنجازاتك ونجاحاتك؟
لو أدركتَ السُؤال ستعرف الفرق بين المحب والمبغض!
– أو ما أخبركم بأجلّ أعمالكم في زماننا؟
أن تحافظ على قلبك نقياً صافياً مع مَن حولك من الفارغين.
– أو ما علمتَ الفرق بين مَن يكتب الحب .. ومَن يكتب عن الحب؟
ذاك الفرق بين من يكتب الحزن .. ومن يكتب عن الحزن؛ إذ ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة!