قصص وروايات
حُطام….
فاطمة الشريقية
لا مُنقِذ من كُل هذه الخيبات، مُتهالك الرّوح ، يجد في آخر النفق حُفرة وليس بضوء ، في كل مرة قبل النوم يقول سأنهض على أملٍ ،صباحًا يجد الأمل قد التحف رجليه وتوسد بأحلامه وداسها ، وكأنه يقول لا مَفرّ،النهاية!
أصبح وجهه يبدو كصفار البيض، وأسفل عينيه نامت الخَفافيش ، لم يعد يستمع لقلبه أبدًا ،هَجَرَ قَلبه حتى نَسجَت العناكب بيوتها عليه ، صار يتنفس لا غير ، أينما قيل له امضِ مضى ، كان كل شُعور يجتاحه يقتله ويدفنه تحت سبعِ أراضي ،حين تنظر لعينيه من الوهلة الأولى ستجد كم أنّه عميق ، عميق وجدّا
في تلك العينين ستجد العُمق ، ستجد أنّه يتخبط
يحاول النجاة من كُل شيء، وكُل شيء لم يكن كما يبدو
تناقض بين الاتزان والانهيار
وبين اللاشُعور والشُّعور
كُل شيء يجرّه للأسفل
نحو العُمق والغَرق ، لا نجاة.