من الضحية القادمة؟
علياء بنت سعيد العامرية
غلا ليست الضحية الأولى، وأظن بأنها ليست الأخيرة، غلا قِصة إهمال تتكرر في كُل سنة دون رحمة أو شفقة، رحلت طالبة للعلم، حاملة حلم يعانق عنان السماء، مُرتدية زي الاستشهاد.
من المسؤول عن رحيلها؟
غيابها عن حضن أمها؟
عن حزن والدها؟
من المسؤول عن كل ذلك؟
أسئلة تُثقِلُ كاهل الروح، تُعذبها، تُثير إزعاج في شُطآنها، أسئلة دون أجوبة، مثلا: ما الذي سيحدث لو وضِعَت كاميرات في الحافلات؟
لو تفقد السائق كافة الطُلاب بعد نزولهم من الحافلة؟
لو…
مؤلم حال بعض المدارس، رغم وجود الحلول لا يلتزمون، رغم توفر الإمكانيات لا يبدون اهتمام، أطفالنا لا يموتون حربا، بل يموتون من شدة الإهمال.
سيتحدث الجميع عن غلا، سيعرضون الحلول التي تتكرر كُل عام دون تنفيذ، سيبالغون في نشر الهاشتاقات يوم، يومين، 10 أيام، رُبما شهر، ثُم ماذا؟ ستُنسى ككل طفل رحل ضحية الأعوام السابقة، وينتظرون ضحية العام القادم لتُكرر قائمة الحلول البديلة،
سينساها الجميع إلا أُمها التي اعتادت على توديعها كُل صباح متمنية لها دوام التوفيق والنجاح، واعتادت على استقبالها كُل مساء بأسئلة روتينية ماذا قالت لك المُعلمة؟
ما الذي حدث في المدرسة؟
سينساها الجميع إلا والدها الذي أغدقها حُب وحنان، إلا دفاترها وأقلامها وكراسة رسمها، وأحلامها التي سعت لتحقيقها، مكانها الفارغ في صفها، ألعابها ودميتها، كل الأشياء التي عاشت معها في طفولتها.
إن رحلت غلا عن الدُنيا؛ ذكراها لن ترحل، وستبقى شبح يطارد كل من تسبب في حرق قلوب أُسرتها.