راشد بن حميد الراشدي
عضو جمعية الصحفيين العمانية
لست ممن يعرفون ما ألت إليه سياسة اليوم التي عبثت بشعوبنا فشرذمتهم ونشرت الفوضى بينهم حتى أصبحت لا أطيق سماع الأخبار الصادمة في كل حين .
بداية الحكاية صراعاً أزلياً قديم وحقد دفين منذ ألاف السنين ومداً وجزر أورثته قوة الشعوب والحضارات ومقدار تمسكها بثوابت الدين والاخلاق والعلم التي قادت العالم عبر مر السنين .
ينفطر قلبي عندما أسمع أحداث ومصائب وأموات بين إخوتي يتناحرون بينهم والصمت يخيم علينا جميعاً ومن يريد إحراقنا لا زال يوقد نار الفتنة ولا تطمئن نفسه إلا عندما نكون رماداً تحت حطام السنين بالامس القريب استذكر رواد الماسونية احداث الهجوم على ابراجهم وتمثيليتهم العظيمة التي جرت ويلاتها على أممنا ودويلاتنا وهم يمارسون أبشع صور الإرهاب في العالم أجمع .
وبالامس طيران مسير مبرمج يدك حقول النفط في المملكة العربية السعودية وينشر الخراب في بلداً شقيق لتستعر المواجهة وتكبر وتزداد وفي دول أخرى من عالمنا العربي تُنشر الفوضى والفتن بين بني جلدتنا ليتقاتلوا الكل يدعي أنه صاحب الحق وهو المصلح .
ومع هذا وذاك وبوسائل إعلامية عالمية مجندة وألة دعائية تصور كل شيء لصالح ما تم التخطيط له تبحر سفن المعتدين محملةً بثروات الخليج النفطية والغير نفطية في صراع أصله و هدفه ثرواتنا أولاً وأخيراً ومع المشكلات التي تواجه دول الخليج خر الخليج صريعاً تحت مرمي المتربصين به لنشهد ما نشهدهُ الأن من تمزق وشتات في الكلمة والفعل والعمل بدلاً من مواجهة واحدة نحو دحض كل معتد ومختبيء بصفة الحمل الطيب الخبيث .بيننا .
إن ما نواجهه الأن يدمي قلوبنا ويحزننا ويجعلنا نقف مشدودين لتلك المشاهد المحزنة فلا يرضينا إضعاف دولنا ولا استهدافها ولا هذه الفوضى العارمة التي لم ولن نحصد منها سوى الخراب .
اليوم يجب على الامة العربية قاطبة أن تبداء في حقن جميع الفتن ودرئها وحلها بمختلف الطرق دون العودة إلى الماضي بكل تفاصيله والصفح بين الجميع ونزع العصبة الزائفة للطائفية أو القومية أو غيرها من الحكايات المارقة التي فتت عصب الأمة. .
ويجب خصوصاً على دول الخليج أن تعي الدرس وتلحق على ما بقي من ثرواتها وخيراتها من نهب المعتدين الغاشمين الذين أوقدوا الفتن وسيسوا الأمور كما شاءوا دون روية منا وتفكر في العواقب والويلات التي حلت بخليجنا الوادع في أمانه وأمنه ونهضته الفتية التي إستفادت منها أوطاناً عديدة و لكي نطعن غدراً من خلال نشر الفتن بين شعوبه وتمزيق وحدته …
والهدف الاسمى من كل شيء هو ثروات بلادنا الغالية
إنني أحلم اليوم بعقلانية شعوبنا جميعاً والإستيقاظ من وهم الأحلام السراب التي نلهث ورأها والتيقظ لما يحاك ويدس في ظلام الليل من خلال العودة الى الحق وتحكيم الضمير وإلتحام الجميع يداً واحدة ومجاهدة النفوس الخبيثة لنجاح العمل المنظم وقيادة الدول نحو الإصلاح والبناء ونكران النفس في سبيل الحق .
هنالك ستنهض الشعوب وسيأتي الأمل بصبحً مشرق ونور وضاء ينير أوطاننا ويحفظ كرامتها وهيبتها وسيرتد العدو الى خندقه مهزوماً منكسراً يائساً يطلب الصفح الجميل من أسياده .
فمتى تتفتح العقول التي تحمي الأوطان ومتى نرى ثرواتنا تعمر أوطاننا ولا تنهب ومتى لن نسمع عن اي قطر عربي لم يستباح ولم تطلق فيه رصاصة من عدواً ماكر .
حفطكم الله وجمع شمل خليجنا وشمل أمتتا العربية وشمل المسلمين .