حمد بن سعيد بن سالم المجرفي
روحانية بالحشاء تجيش عواطفها وبما تشاء تريد غير أنها فى علوم غيبية لا يعلم ما تكنه في الأعماق سوى خالقها.
ليس لإننا نتداعى بالود ولا نعيش فى دوامة تصنيع الكلمات وتوزيع الابتسامات لنقهقه حينآ ونبكى بالحين الآخر بل لأننا نؤمن بالمظاهر نصفق ونبجل ونثني على من لا ثناء له وإن كانت ضحكاتهم تتعالي فطعناتهم وخز وحماقة .
كثير من القلوب وأن كساها البياض غير أن اسودادها عبرت به ألسنتهم وقيست أحجام ثقلهم فى الإنفعال بأي كان لتظهر حقيقتهم وحماقتهم فليس كل وجه كساه الشيب تدعي بأنه وقار فالكثير من حولنا ممن كساه الشيب إما أن يكون عامل وراثي أو إفتقاد لبروتين ما .
لنأتي بالعجب العجاب ممن أتسع به الكون ويضيق به المكان فينادي بلا حيلة ولا قوة له وهو يمتلك من النعيم بما لا طاقة له بحملها فيتذمر من الحياة ومن معاناتها ليثبت لمن حوله بحاجته متجاهلاً ما عنده والآخر باسط يديه رغم قلة حيلته راضيآ بما يأول عليه من النعيم ويحمد الله حين يصبح ويمسى هذا هو الرضى بالحياة والثناء على من أحياها ..
لنعلم بإن الإختلاف شي والتصنع شي آخر، ناهيك عن من أساء لنفسه ورمى والديه وانضم الى قائمة العاق ليأتي بعد مضى الزمان يتحدث أمام الملاء عن العقوق وما يرتبط به من بركة وتوفيق.
ومن اساء للإمانة ويصعد المنبر يخطب للملاء عن الصدق والإخلاص فى القول والعمل هنا يتم التناقض ما بين النفس والعقل فلا النفس تصدق ولا العقل يستوعب لنعلم بأن التصنع وإن كان فأنه يبقي ملامة لنفس وتأنيبآ لضمير وإن كان الضمير حي غير أنه لا عزاء له فلينضم الى قوائم الراحلين.
ولمن يتصنع الود ويدعي به ليعلم جيداً بأن الود فطرة إلهية مجيشة بالعاطفة حين تعصف بها القلوب لا تدير عواصفها للألوان ولا للإشكال ولكونها تستوطن اعماق القلوب فأنها تغرق فى داخلها.
