هلال بن حميد المقبالي
منذ سنوات وأنا أتابع موضوع الحقيبة المدرسية، وقد كتب فيه الكثير من الكتاب وشغل وسائل التواصل الإجتماعي ، و لكن لا يزال موضوع الحقيبة المدرسية يطغي على الساحة مع بداية كل عام دراسي جديد، يؤرق هاجس الآباء والطلبة، و كأن الموضوع لايخص المدرسة أولا، ولا وزارة التربية والتعليم ثانيا ، فللأسف الشديد لم يتخذ اي قرار حول هذا الموضوع.
كنت دائما أتسائل ما حقيقة هذه الضجة حول الحقيبة المدرسية، وما هي الأضرار الناتجة من حملها، وكوني أب وعندي أبناء في الصفوف الدراسية المختلفة، قررت ان اعرف حقيقة هذا الامر، فقرأت كثيراٌ عن موضوع الحقيبة المدرسية، ووقفت مع حقائب ابنائي وصدمت من وزنها الثقيل ، حيث وزنت حقيبة ابنتي بالصف السادس فتفاجأت من وزنها الذي يقترب من 9 كجم ، ووزن ابنتي تقريبا 32 كجم، فتسآلت هل هذه المعادلة في الوزن صحيحة ؟ ، وهل الحقيبة المدرسة حقيبة للعلم أو للألم ؟
فتحت الحقيبة لاري العجب جميع الكتب الدراسية والدفاتر وكراسات الانشطة محشوة بداخلها وعند سؤال ابنتي لماذا تحملين كل الكتب قالت إيضربني المعلمات اذا ما جبت كتاب المادة، والمعلمات كل مرة يتغيرن ، وسؤال أخر وجهته لها هل تدرسون يوميا جميع المواد ؟ أجابتني بلا ، ولكن مانعرف ماذا سنأخد كل يوم الحصص يتغيرن لانه بعدنا ما أعطونا جدول الحصص…
فتوجهت الى المدرسة وسالت لماذا يحمل الطالب جميع كتب المواد يوميا معه ؟.. و جاء الجواب باريحة تامة وبدون عناء أو جهد بعدنا ما أعتمدنا الجدول بشكل نهائي ، والسبب عدم توفر معلمات في بعض المواد، لأن بعضعهن في الاجازة والبعض نقلن، وننتظر انتداب بعض المعلمات لتغطية النقص..
وهنا أسئلة تطرح نفسها.. هل من المعقول أن تبدأ الدراسة ، والجدول لم يتم تجهيزه؟
وهل يتحمل الطالب هذا الوضع اللامنتهي كل عام؟ !!
علما بإن الهيئة التدريسية باشرة عملها قبل الطلبة بعدة أسابيع فما الفائدة من ذلك إذا أقل شي(الجدول المدرسي) لم يتم العمل به؟
ففرضت على نفسي ان أكتب عن هذا الموضوع ، وعن قناعة مني بأهمية الموضوع رغم طرحه عدة مرات.
ولكن لأبين للقاريء الكريم، الخطورة من حمل هذه الحقيبة بهذا الوزن.
ومن هنا تأتي الكارثة ، ولا احب أن أبالغ ، ولكن الحقيقة يجب أن تذكر ، حيث أكدت الدراسات الطبية ، ان حمل الطالب الحقيبة المدرسية لمدة 15 دقيقة يومياً فإنه من المؤكد ان يصاب باضطراب في العمود الفقري خلال فترة لاتتجاوز سبعة اشهر خاصة اذا زادت على 15 في المئة من وزن الطالب، وهناك امراضى أخرى تنطوي تحت هذا السياق منها..:
1. الإصابة بالانحناء فى العمود الفقرى.
2. تشوه في الفقرات القطنية و العنقية.
3. تسبب آلام مباشرة على القدمين.
4. ألتهاب فى الأوتار وتمزق فى عضلات الكتف.
5 تنمل فى أطراف الطفل مثل الأيدى والأصابع.
أسال الله السلامة لأبنائنا..
فلماذا لا تتبني الوزارة كتابا واحد في كل فصل يحتوي على جميع المقررات الدراسية يخصص للصفوف الحلقه الاولى، ففي هذه المرحلة لا اعتقد ان الطالب يحتاج لكم هائل من المعلومات فقط يكفيه معرفة الاساسيات في الكتابة و القراءة ، و تعويدة على الحفظ والاستذكار..
وهناك حلول عدة ، وتجارب لبعص الدول اذا رغبت الوزارة بتنفيذها، إذا أرادت أن تنشيء جيلاً صحياً متعلماً و مثقفاً يستفيد منه الوطن ، و لكن اذا كانت الوزارة تريد أن توجد جيلاً معاقاً ، يعاني من ألام الظهر والمفاصل، ويكون عبئاً على الوطن ، فهذا شأن آخر…!!
نترك الموضوع مفتوحا..لمن يهمهم الامر…
