أعضاء الجمعية التاريخية العُمانية يطلعون على مواقع أثرية بمحافظة جنوب الباطنة بمشاركة بعثة إيطالية

متابعة -خميس بن راشد العبري
قام أعضاء الجمعية التاريخية العُمانية بزيارة ميدانية لعددٍ من المواقع الأثرية بمحافظة جنوب الباطنة، وذلك في إطار جهود الجمعية المتواصلة للاطلاع على المكتشفات الأثرية وتعزيز الوعي بتاريخ عُمان العريق، وبمرافقة عدد من كوادر وزارة التراث والسياحة، وبمشاركة البعثة الإيطالية المشتركة من جامعتي بولونيا وروما.
وشملت الزيارة موقع حلبان الأثري، وموقع مسلمات الأثري، إلى جانب متحف بيت الغشام، حيث اطّلع أعضاء الجمعية على أبرز المعالم الأثرية في هذه المواقع، واستمعوا إلى شرحٍ مفصل من المختصين حول أهميتها التاريخية، ونتائج الدراسات والأبحاث العلمية التي أُجريت فيها خلال السنوات الماضية.
وتناولت الشروحات المقدمة التسلسل الحضاري للمواقع، وما تم الكشف عنه من شواهد أثرية تعكس مراحل تاريخية متعددة، تسلط الضوء على الدور الحضاري والإنساني الذي اضطلعت به عُمان عبر العصور. كما أظهرت نتائج الأبحاث أن بعض المكتشفات الأثرية في هذه المواقع تعود إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، في مؤشر علمي يؤكد عمق الجذور التاريخية للأمة العُمانية، وغنى أرضها بالشواهد الحضارية التي تشهد على استمرارية الاستيطان البشري والتفاعل الحضاري في هذه المنطقة.
وفي تصريحٍ صحفي، أكد السيد نوح بن محمد آلبوسعيدي، رئيس مجلس إدارة الجمعية التاريخية العُمانية، أن هذه الزيارة تأتي ضمن حرص الجمعية على تعزيز الشراكة مع الجهات المعنية والبعثات العلمية الدولية، والاطلاع على آخر ما توصلت إليه الأبحاث الأثرية في سلطنة عُمان. وقال:
“إن ما تزخر به محافظة جنوب الباطنة من مواقع أثرية يمثل سجلًا حضاريًا غنيًا يعكس عمق التاريخ العُماني، ويؤكد المكانة التي احتلتها عُمان في مسيرة الحضارات الإنسانية. وتحرص الجمعية التاريخية العُمانية على دعم الجهود العلمية الرامية إلى دراسة هذه المواقع وتوثيقها ونشر نتائجها علميًا، بما يسهم في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ الوعي بتاريخ الوطن”.
من جانبه أوضح سلطان بن سيف البكري مستشار وزير التراث والسياحة، أن أهمية هذه الزيارة تكمن في الوقوف ميدانيًا على الشواهد الحضارية المكتشفة، والتعرف على آليات صونها وحمايتها للأجيال القادمة. وقال:
“تشكل الاكتشافات الأثرية التي تم الاطلاع عليها دليلًا ملموسًا على تاريخ سلطنة عُمان الضارب في القدم، وما تحمله هذه الأرض من إرث حضاري متنوع. كما أن التعاون مع البعثات العلمية الدولية يسهم في تبادل الخبرات وتطوير منهجيات البحث، ويعزز من جهود الحفاظ على الموروث الثقافي الوطني”.
وأشار إلى أن الجمعية تولي أهمية كبيرة لتوثيق هذه الشواهد الأثرية، ودعم المبادرات التي تسهم في إبراز التاريخ العُماني على المستويين المحلي والدولي، مؤكدًا أن صون التراث ليس مسؤولية جهة واحدة، بل هو مسؤولية وطنية مشتركة.
وتأتي هذه الزيارة ضمن سلسلة من البرامج والأنشطة التي تنفذها الجمعية التاريخية العُمانية، بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة والمؤسسات الأكاديمية، بهدف دعم البحث العلمي، وتعزيز حضور التاريخ العُماني في الدراسات الأثرية والحضارية، وترسيخ مكانته بوصفه أحد الركائز الأساسية للهوية الوطنية.



