بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة انطلاق كرنفال قرية السعادة

مسقط – عبدالله الرحبي
تحت رعاية معالي الدكتور خميس بن سيف بن حمود الجابري، رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040، انطلقت فعاليات كرنفال «قرية السعادة» احتفالًا باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، بتنظيم صاحبة السمو السيدة حجيجة بنت جيفر آل سعيد، وإدارة نادي الطيران المدني. وحضر الحفل سعادة نايف العبري رئيس هيئة الطيران المدني ، ويأتي تنظيم كرنفال «قرية السعادة» تجسيدًا عمليًا لمستهدفات رؤية عُمان 2040 في محورها المتعلق بـ الإنسان والمجتمع، والتي تؤكد على بناء مجتمع شامل، وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، وضمان مشاركتهم الفاعلة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، ويُعد الكرنفال منصة ترفيهية، تعليمية وتوعوية، تهدف إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وإبراز قدراتهم ومواهبهم، من خلال تقديم باقة متكاملة من الأنشطة التفاعلية المجانية، بما ينسجم مع توجهات الرؤية نحو تعزيز جودة الحياة، والدمج المجتمعي، وتكافؤ الفرص. كما يسهم الكرنفال في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العاملة في مجال الترفيه، ويعزز التمكين الاقتصادي للأشخاص ذوي الإعاقة عبر إتاحة الفرصة لأصحاب المشاريع منهم لعرض منتجاتهم وبيعها، بما يدعم استقلاليتهم الاقتصادية، ويتماشى مع مستهدفات رؤية عُمان 2040 في تنمية الاقتصاد القائم على المبادرة وريادة الأعمال.ويجسد الكرنفال نموذجًا ناجحًا للتكامل بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني، من خلال توفير بيئة شاملة وآمنة تجمع بين الترفيه، التعليم، والتأهيل، بما يعكس التوجه الوطني نحو الشراكة المجتمعية وتعزيز المسؤولية الاجتماعية.
وشهد الكرنفال مشاركة ما يقارب 2000 طفل من ذوي الإعاقة يمثلون مختلف الجمعيات الأهلية والمراكز الحكومية والخاصة، إلى جانب مشاركة أطفال من الجاليات المقيمة في السلطنة، من بينها المدرسة الهندية والمدرسة الباكستانية وغيرها، في صورة تعكس قيم التعايش والتنوع والشمول التي تؤكد عليها الرؤية.واستمتع المشاركون بأكثر من 30 فعالية متنوعة أُقيمت على مدار يومين، شملت أنشطة تعليمية كـ مختبر العلوم، ألعاب الطاولة، والفنون والحِرف والفخار، إلى جانب فعاليات ترفيهية مثل ركوب السيارات الكلاسيكية والدراجات المخصصة للأطفال ذوي الإعاقة، والعروض السحرية التي قدمها معين البستكي متخصص ألعاب خفة وخدع بصرية من دولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى ركوب الخيل، منطقة ملاطفة الطيور، عروض الكلاب، الرسم على الوجه، وفن الحناء، إلى جانب عروض السيرك والشخصيات الكرتونية، في بيئة تراعي إمكانية الوصول والتصميم الشامل.
كما خُصصت أقسام للمؤسسات الصغيرة العمانية الرائدة في مجال ترفيه الأطفال، التي قدمت خدماتها مجانًا لجميع الحضور، إلى جانب أكشاك الأطعمة والمشروبات التي وُزعت مجانًا على المشاركين، دعمًا لمبدأ الرفاه الاجتماعي.وبدأ حفل الافتتاح برقصة تراثية قدمها الأطفال المنتسبون إلى مركز همس الأثير للتأهيل، أعقبها انطلاق فعاليات المسرح بتقديم المذيع محمد موسى البلوشي، أحد الأشخاص من ذوي الإعاقة، في رسالة واضحة تعكس تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وإشراكهم في الأدوار القيادية والإعلامية.
وألقت صاحبة السمو السيدة حجيجة بنت جيفر آل سعيد كلمة هنأت فيها الأشخاص ذوي الإعاقة بمناسبة اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، معربة عن شكرها وتقديرها للشركاء الاستراتيجيين والرعاة على دعمهم المادي والمعنوي، الذي أسهم في إقامة الكرنفال وتقديم جميع فعالياته مجانًا للأطفال وعائلاتهم.وأكدت سموها أن تنظيم كرنفال «قرية السعادة» بشكل سنوي يأتي بالشراكة مع الجهات الحكومية والخاصة، مشيرة إلى أن الكرنفال يمثل منصة تعليمية وتوعوية وتمكينية، تسهم في دعم الأشخاص ذوي الإعاقة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، لا سيما تلك التي يمتلكها أشخاص من ذوي الإعاقة، بما ينسجم مع رؤية عُمان 2040 في تعزيز الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية.كما شهد الحفل مشاركة سعادة الدكتور جان جابور، ممثل منظمة الصحة العالمية في سلطنة عُمان وقد أعرب ممثل منظمة الصحة العالمي بالتعاون مع الشركاء منظمة الصحة العالمية تحتفل بكرنفال الإعاقة في نسخته الثالثة حيث تشارك منظمة الصحة العالمية(WHO)، بالتعاون مع الشركاء الوطنيين، في افتتاح النسخة الثالثة من كرنفال الإعاقة، و الذي تنظمه لينكس وهو حدث مخصص لتعزيز الإدماج والاحتفاء بقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة ، تأتي هذه الاحتفالية متماشية مع شعار اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة لهذا العام ( بناء مجتمعات دامجة للأشخاص ذوي الإعاقة من أجل تعزيز التقدّم الاجتماعي. ) حيث يحمل هذا الشعار رسالة قوية مفادها أن التقدم الحقيقي لا يتحقق إلا عندما يتم إزالة الحواجز التي تحول دون مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع جوانب الحياة، و تحويل النظرة من التركيز على الإعاقة إلى التركيز على القدرات، ومن العزلة إلى الدمج، ومن التهميش إلى التمكين ، كما أشار إلى أنه خلال السنوات الماضية، عملت منظمة الصحة العالمية بشكل وثيق مع الدول لتعزيز الأنظمة الصحية وضمان شموليتها و استجابتها لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، موضحا أنه من بين المبادرات التي أطلقتها المنظمة المدن الصحية والقرى الصحية التي تتضمن معايير خاصة بالفئات الأكثر عرضة، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة، خصوصًا في أوقات الطوارئ الصحية. مبينا بأن سلطنة عمان قد حققت العديد من الإنجازات في تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال السياسات الوطنية التي تعزز التعليم والتدريب والتوظيف، إضافة إلى تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية والاجتماعية لهذه الفئة.
و في ختام حديثه أكد ممثل منظمة الصحة العالمية على استمرار جهود المنظمة في دعم سلطنة عمان وجميع الدول الأعضاء لتحقيق الإدماج الكامل للأشخاص ذوي الإعاقة في القطاع الصحي وضمان حصولهم على خدمات صحية عالية الجودة وعلى قدم المساواة مع الآخرين، لأن الصحة حق للجميع بلا استثناء، و أن كرنفال الإعاقة يشكل دفعة قوية للعمل؛ في الإدماج هو الطريق لتحقيق التنمية المستدامة، والاستثمار في إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة ليس واجبًا أخلاقيًا فحسب، بل هو استثمار يعود بالنفع على المجتمع بأسره.





