ترميم النفس

رزان بنت هلال البريكية
حين تقرر بصمتٍ وهدوءٍ تام أن تبدأ بما كنت تخطط لعمله، وأن تعيد شغفك نحو الحياة، لتُنجز، تُحقق، وتصل إلى حلمك؛ تبدأ دوافعك الداخلية بالانطلاق نحو ما كنت تؤمن به… تشعر بأنك ممتلئ بالقوة الكامنة، القادرة على خلق شخصية قوية وعظيمة منك، أو ربما نستطيع القول نسخة أفضل مما كنت عليه سابقًا، لا تظن أن الحياة تخلق لك الظروف لتسقط، بل لتنهض من جديد، لتبني وتصل إلى القمم، ولتتخطى جميع العثرات التي خضتها مسبقًا، فلا تجعل أحلامك سرابًا عابرًا، وإنما اجعلها واقعًا تعيشه وتلمسه بنفسك، لتصل إلى مرحلة الرضا والفخر بذاتك وبما حققته من إنجاز ونجاح.
أحلامنا لم نكتبها في المذكرة اليومية لتبقى حبيسة الصفحات، نكتبها لنضع لها الخطط وننطلق نحوها… لنملأ ما هو فارغ فينا بالمكملات الموجودة حولنا، ولنبذل كل قوانا حتى نتمكن من حصاد اللؤلؤ المكنون والمدفون في دواخلنا، ليس كل نقصٍ فقرَ ذات، وليس اليأس محطة الإحباط، وليست العتمة نهاية الطريق، وإنما اصنع لنفسك طريقًا جديدًا، وابدأ متمسكًا بما تعلمته في حياتك؛ ازرع لتحصد، وكما قيل “من جدّ وجد، ومن زرع حصد، ومن سار على الدرب وصل”، كن أنت من يصل إلى الدرب بنفسه، دون اتكاءٍ على أحد.
اطلب المساعدة، ثم ابنِ ما تعلمته، وستظل إنجازًا محفورًا في ذاكرتك لا تستطيع نسيانه ما حييت، وسيظل إنجازًا عظيمًا في ميزانك، وحتمًا في ذلك الوقت، ستشعر بالامتنان لنفسك القديمة، على ما جنيته في الحاضر، وستكون راضيًا أشد الرضا عمّا وصلت إليه، كن مطمئنًا فالدنيا من حولك بخير، ولأنك قادر، ولا يوجد حاجز يقطع طريقك.



